الشاعرتان السوريتان هديل إدريس وليلاس زرزور (وجهًا لوجه )

خاص | جريدة عالم الثقافة
الشاعرة السورية هديل إدريس من مدينة دمشق حاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنكليزية وآدابها من جامعة دمشق.. حاصلة على دبلوم في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية من الولايات المتحدة الأمريكية/ واشنطن. حاصلة على ماجستير في تقويم اضطرابات النطق واللغة من كلية التربية جامعة دمشق. مترجمة ومدققة لغوية باللغتين العربية والإنجليزية. ترجمت العديد من الكتب إلى اللغة العربية في الإختصاص. كتبت القصة والشّعر العموديّ. مسؤولة في ملتقىَ الشّامِ الثّقافيّ / شغلت منصب مدير التحرير ونائب المدير .. شاركت بالعديد من الأمسيات الشعرية نشرت لها العديد من الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية.
كان لنا معها هذا الحوار الماتع القيم
متى اكتشفت موهبتك الشعرية؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟
اكتشفتها في سنّ الثامنة لكنّها ظهرت بشكل قصص وحكايا قبل أن تتبلور بصورة ما ينبغي أن يكون عليه الشعر، وكانت لي محاولات بسيطة تليق بطفلة حيث كتبت سلسلة قصص قصيرة للأطفال وكنت أقصّها في برنامج إذاعي. والأكيد أنّه كان لظروف معيشتي الأثر الكبير في ظهور هذه الموهبة إذ نشأت في بيتٍ أدبيٍّ فنيّ يضم من المواهب الكثير الكثير وكان والديّ يشجعاني وإخوتي السبعة على القراءة والاستزادة منها وكان من عادتهما أن يشتريا الكتب والمجلات الدورية وسلاسل اللغات الأجنبية وأمّهات الكتب حتّىَ ننهل من كلّ علم بطرف. أما موهبتي الشّعرية فقد تنبّه لها والدي منذ الصِّغَر وكان يرفدها بدفعي لقراءة الشعر وحفظ طوال القصائد.
الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟
ينبغي للشّاعر أن يمتلك الأدوات اللازمة للكتابة الشّعرية وإلا تحوّل إلى ناظمٍ فقط. لو تصورنا مثلا شاعراً لديه إلمامٌ كافٍ بالعروض وبحور الشعر ولكنّه ليس متمكناً من لغته فذلك لا يمكن أن يضعه في مصافّ الشّعراء الحقيقيين. كما أنّ التجربة الشّعرية لا بد وأن تكون مدعمةً بالعلم والثقافة والاطّلاع وخصوصاً الاطّلاع على إبداع من سبقه
كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسرين ذلك؟
لا يمكن لي كمدقّقة لغوية تقضّي معظم وقتها في تفاصيل النّحو واللغة إلا أن أكتشف أنّ أولئك الشّعراء لا يعنيهم من معاجم اللغة إلا ما يناسب ما ينظمونه من شعر ولا أظنّهم يحاولون سبر أغوار ما يكتبون من كلمات وإعرابها ومعانيها، وأن أقترح عليهم أن يعتبروا معاجم اللغة كتباً جديرة بالقراءة والقراءة الفاحصة.
ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة؟
لا شك أنّ وسائل التواصل ساهمت في انتشار الشّعراء ووصولهم إلى قراء كُثُر مما يعني ارتفاعاً في إيقاع الحركة الأدبيّة ولكنّ المشكلة في انتشار ما هو دون المستوى معنىً ومبنى.
هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية؟ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته؟
أجل يمكننا قول ذلك لكن لا نستطيع التعميم ولطالما سمعنا عن مواهب عظيمة كان للمعلّم الدور في التنبّه إلى وجودها ودعمها.
ما رأيك بالنقد ؟
قديماً قالوا: “رحم الله امرءً أهدى إليّ عيوبي” إنه لا حياة ولا امتداد للنص الأدبي دون إشارة إلى مواضع الجمال أو النقص فيه على حدّ سواء. والأجمل هنا أن يدفع النّقد صاحب النّصّ إلى إعادة التفكير والتدبّر.
هل ترين ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟
لا أبداً، بل بالعكس كم يكبر قلبي حين تقع بين يديّ قصيدة عصماء موزونة زاخرة بالصور سليمة التراكيب. وما أكثرها تلك القصائد. وإنّه من اللافت أنّ هناك الكثير من الشّعراء المبدعين المتمكنين.
ألا تشعرين بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟
بلى ولكنّه أمر طبيعي ومفهوم إذ اختلفت الحياة والبيئة والظروف ولا بدّ أنّ ذلك ألقى بظلّه على الشعر.
ما نوع الشعر المفضل لديك؟ هو الشعر الذي يكون رفيق الحياة ويعبّر عن الهموم ويرافق يومياتنا وهمومنا سواء السياسية أو الاجتماعية. هل الشعر هو تعبير عن الإحساس لا شك إذ ينقل إحساس الشاعر ومشاعره وآلامه وآماله.
هل الشعر صناعة ؟
هو صناعةٌ بمعنى صقل الموهبة الشّعرية أي عندما يبدأ الشاعر المبتدئ إذا أمكن القول بتلمّس طريق التمكّن من كتابة الشعر.
ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
أعتقد أنّ لها مكانتها ولها كُتَّابها ولكنّها ليست شعراً ولم ولن تزاحم القصيدة التقليدية.
كيف ترين الوطن في شعرك ؟
الوطن بيتي ومستقرّي وهو الحبيب الذي يَسكنُ في القلب والبال. وهو الموضوع الأول لمعظم قصائدي.
ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل؟
بالفعل لقد كان لوسائل الاتصال الحديثة ولا شك دور في الحد من انتشار الكتاب الورقي وصار محبّو الكتاب الورقي يحسون أنهم يجذّفون عكس التيار، أما أنا بشكل شخصي فأسعى دوماً إلى الحصول على نسخة ورقية من كل كتاب تقع عيني عليه في وسائل التواصل.
كيف تجدين المرأة كشاعرة ؟
في الحقيقة أجد نفسي ضد التصنيف الذي يقسّم الأدب إلى ذكوريّ وآخر نسائي ولا التصنيف الذي يقسّم الشّعراء إلى ذكور وإناث. هي التجربة الشّعرية التي لا تميّز بينهما عندما تجتاحهما ولا حتّىَ الموضوع المطروق.
هل توافقين على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا؟
لا أبدا صحيح أنّ الشاعر يسعد ولا شك بإصدار الدواوين وغزارة الانتاج ولكنَّا نتذكر كم سعُدنا بامتلاك ديوان لشاعرٍ نحبّه وكم ساعدنا ديوان ما ذات يوم في التعرّف على قصائدَ ما كنا لنسمع بها. لكن نعود ونقول أنّ المشكلة تكمن في أن يكون باب الإصدار مُشرعاً أمام كل من هبّ ودبّ. وأن يُنشر ما لا يستحق النشر
ما سر نجاح الشاعر ؟
القدرة الشّعرية التمكّن أن يتفهّمه من حوله. أصالته وإبداعه. حريّته.
لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية ؟
لوالدتي الصديقة الأديبة تلك المكانة التي تجعلها سكني وبيت سرّي. 
لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقولين ..؟
أقول لنفسي أَنِّي لم أنجز شيئاً بعد وأنّ فوق كل ذي علمٍ عليم.
ماهي كلمتك لجيل اليوم؟
أتمنى لهم أن يدركوا أهمية القراءة وأنها تصنع مستقبلهم.
كلمة تحبين توجيهها إلى القراء ..
أن يقرؤوا النّصّ من أجل النص فيمتدحوه لأنه يستحق المديح لا لأنهم يعرفون الناشر بشكلٍ شخصي وأن يقولوا ما يقال فيه وأتمنى أن تشيع تلك الثقافة “ثقافة النّقد الصريح”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى