خُصّ على النيل

مرفت يس | القاهرة

(1)

مع إشراقة كل صباح تأخذ مايسد جوعها وتجلس تحت شجرة بجوار النيل، بعد أن تلقى الصباح على دعاء، تخرج كسرة خبز وقطعة جبن وقبل أن تنتهي من تناولهما تكون يد أيوب العجوز  امتدت لها بكوب صغير من الشاى المغلي الذى أعده فى خصه الخاص للآتين من الجهة الأخرى من النيل لزيارة أو دفن موتاهم

(2)

كثيرون عبروا وهو ماكث فى مكانه لايدرى كم من العمر مر منذ أن كان طفلا يعمل بصحبة والده فى نفس المكان ، يصنعون الشاى ويعدون الجوزة للعائدين من دفن موتاهم ليستريح من يرغب منهم فى خص أيوب

فى المرة الأولى التى شاهدها فيها كانت فى نفس المكان الذى قيل أن ابنتها دعاء قد جرفها النيل وهى تلهو وتلعب برفقة خالتها الصغيرة يوم شم النسيم

(3)

راقب أيوب مشهد لفتاة ترتجف، وهى تشير للمكان  

  •  كنا قاعدين هنا ونزلت تبل رجليها 

  هو لم يشاهدها ولا يتذكر أن فتاة بهذه المواصفات كانت هنا، لكنه حينما سئل قال: أنا أنشغل بتقديم الشاي لزبائني ويوم شم النسيم تأتى الكثير من الفتيات والشباب للنزهة – هنا – بجوار الموتى على النيل، نظرت إليه الفتاة نظرة امتنان .

(4 )

في كل عام يعود من يعود ويختفى من يحتفظ النيل بأجسادهم لتطفو بعد عدة أيام، أو تجرفها المياة عند حاجز يبعد مئات الكيلومترات من هذا المكان 

(5 )

فيما مضى كانت تناديها لعلها تخرج من بطن الماء وتستمع لتوسلاتها، يقولون إن الغريق يستمع لصوت من يحبه فيطفو، هكذا قالوا…!

وبعد أن فشلت كل محاولات الغواصين وفاعلى الخير للبحث عن جثة الفتاة – بصحبة أمها وهى تنادى عليها –  استسلم الأب والأخوة للأمر الواقع وخصوصًا بعد أن هـدأت الأمور وبدأ الناس ينشغلون بقصة أخرى، وانتهت رحلة البحث، لكنها ظلت مع كل شروق،  تأتى لتجلس فى نفس المكان، مستظلة بشجرة جانب الخص؛ تتحدث إليها، ومع غروب الشمس تعود لبيتها…..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى