سوالف حريم.. غربان وبلابل

حلوة زحايكة | فلسطين

يقول المثل”أعوذ بالله من الفقير اذا اغتنى ومن الفلّاح اذا تمدّن” فما بالكم فيمن يتظاهر بالتمدّن من أبناء البادية والرّيف؟ فالتمدّن سلوك يفرضه الواقع الاجتماعي المعاش، وليس لهجة سكان المدن، قرأت ذات يوم أن” اللهجة استعمال خاطئ للغة، وأن أقرب اللهجات الى اللغة العربية السليمة هي لهجة البادية” لأنها لم تتأثر كثيرا بالأعاجم الذين لا يحسنون استعمال لغتنا. تماما مثلما هم أبناء البادية والرّيف الأكثر محافظة على العادات والتقاليد العربية. لكن اللافت هو أن جزءا من بنات وأبناء الرّيف والبادية يحاولون التّنكّر لأصولهم، ولو من باب التّحدّث بلهجة سكان المدن، علما أنّهم بعيدون عن أساليب ولهجة أبناء المدن بُعْد المدن عن الرّبع الخالي، وليتهم يتمدّنون ويتحضّرون بحقّ وحقيقة، لكنّهم يهربون من واقعهم ومضمونهم، محاولين التشبّه بحياة التمدّن ولو باستعمال اللهجة التي لا يحسنون استعمالها، فيصبح الواحد منهم أو منهن كما الغراب الذي أعجب بمشية البلبل وحاول تقليدها، لكنه نسي مشيته الحقيقية، فأصبح أضحوكة لعالم الغربان وعالم البلابل.
وهناك من يستعملون كلمات أعجميّة في أحاديثهم! مع أنهم لا يعرفون لغة الأعاجم التي منها هذه الكلمة أو تلك. فهل العجمة حضارة هي الأخرى؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى