سوالف حريم.. ومن الزّبل ما قتل

حلوة زحايكة |القدس – فلسطين

ومن البلاوي التي ابتليت بها قريتنا أنّ مجاري القدس تمرّ من وسطها فتقسمها إلى قسمين، علما أن أجزاء من قريتنا لا مجاري فيها، وإنما يعتمدون على حفر الامتصاص.. فتنبعث الروائح الكريهة من واد الديماس، وما تحمله من جراثيم ومايكروبات قاتله، ولم تكتف بلديّة الاحتلال بذلك، بل قامت منذ سنوات طويلة باعتماد مكبّ نفايات بين أبو ديس والسّواحرة الشرقيّة… فتنبعث الرّوائح الكريهة لتخترق البيوت بدون استئذان…ويأتي بعض منا ويعمل أحواش غنم بين بيوت السّكن…فتنبعث رائحة الرّوث مع هبوب الرّيح…ويبدو أنّ مالكي الغنم قد ماتت حاسّة الشمّ عندهم، تماما مثل من يسكنون على ضفاف واد الدّيماس…وبالتّالي فانّهم يستغربون ممّن يحتج على المكاره الصّحية المنبعثة من زرائب الماشية.

وجارتي العجوز التي اضطرت لحضور حفل زفاف في بيت تحيط به زرائب الماشية من كلّ الاتّجاهات…لفّت منديلها على أنفها لتتّقي الرّوائح الكريهة…ولمّا شعرت بالاختناق فتحت فمها الذي يخلو من الأسنان لتتنفّس منه…فبدا لسانها كلسان أفعى تمدّ رأسها من جحرها…فنشف ريقها…فقامت ترقص كما المجانين وهي تقول” رقص الدّعيس أهون من رائحة الفطيس” وبقيت تقفز راقصة كالدّيك الذّبيح ولا يعلم أحد مصيبتها…ولمّا عادت إلى بيتها…عصّبت رأسها بمنديل وقالت: آخ يا راسي…ذبحني الوجع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى