فلسَفةُ الحُبِّ 

الدكتور حاتم جوعيه  | المغار –  الجليل – فلسطين  

أنا  آتٍ من وراءِ الغيبِ..  من  كلِّ  الفصولِ  الشَيَّعَتهَا

خطواتي السَّرمديَّهْ

من أساطيرِ الزمانِ الغضِّ آتٍ … من شرايينِ البلادِ العَسْجَدِيَّهْ

نحوَ عينيكِ   سَأمضي، أنتِ  ترنيمةُ  حُبِّي   الأبديَّهْ

أنتِ وَحيُ الشِّعرِ  والإبداع ِ والفنِّ  أيا  جَنة َ روحي الأزليَّهْ

لم  يكن  حُبٌّ  حياتي  قبلنا

لا  ولا عشقٌ  سَيأتي  بعدَنا

نحنُ  أوْجَدنا  وَأبدَعنا، هُنا،  فلسفة  الحُبِّ  وما  معنى  الهيامْ

لم يكن من قبلنا الحُبُّ سوى لغو ٍ وَرُوتينٍ  مُمِلٍّ …وتراتيل كلامْ

من  سنا عينيكِ  يأتي الوحيُ دومًا   والمعاني النبويَّهْ

قبلَ أن ألقاكِ ما  كنتُ  نبيَّا

أنا  آتٍ  لأصلي  تحتَ  مِحرابِ  العيونِ  العسليَّهْ

أنتِ فوقَ الفنِّ  والشِّعرِ  وَفوقَ الحِسِّ  والإدراكِ . فوقَ البشريَّهْ

أنتِ تبقينَ كما أنتِ ملاكا  رائعًا  أعبُدُهُ. أعطيهِ عمري وَحياتي

وَثماري  القدسيَّهْ

إيهِ  شقراءَ  الأماني  يا  عبيرًا من  بلادي  أنعَشَ الروحَ  الشَّجيَّهْ

أنتِ  تُحيينَ  بقلبي  كلَّما  فاتَ  ووَلَّى  من   سنيني  الأوَّليَّهْ

كم  أناجي  طيفَكِ  العذبَ  ، وحيدًا ،   في الليالي القمريَّهْ

… واتصلتِ  أنتِ من بعدِ غيابٍ  طالَ … لن يجمَعَنا  فيهِ  لقاءٌ

وَأحاديثُ   نديَّهْ

وَاتصلتِ … زغردَتْ  أطيارُ عمري المُسْهَبِ

رَقصَ القلبُ  غرامًا   والتياعًا  وهياما

يا  حياتي  أنتِ  لو ناديتِ  آتيكِ  أنا … من آخر ِ الدنيا  ألبِّي

كلُّ حُبٍّ  لهُ عُمرٌ  وزمانٌ  ثمَّ   يخبُو …يتلاشى …غيرُ حُبِّي

أيُّ   قلبٍ  خافق ٍ  في  الحُبِّ  دومًا   غيرُ  قلبي

انظري الأطيارَ تشدُو ، بالمُنى ، في كلِّ صوبِ

وَاشرأبَّتْ كلُّ أغصانِ  حياتي //

وَرَبيعي أينعَتْ أزهارُهُ  في كلِّ  دربِ

فأنا  من  أترعَ  الدُّنيا   بشدوٍ  رائع ِ

قد كتمتُ الحُبَّ نارًا ولظى في أضلعي

كلُّ ما في الكونِ  يغفوُ في الكرَى ، غيرُ جُفوني  في الدُّجى لم تهجعِ

أنا  لكِ دومًا  يا حياتي : بكياني وبإبداعي وروحي ، وبطاقاتي وحِسِّي

أنتِ  أغلى  فاعلمي  ، عنديَ  من  روحي  ونفسي

أنتِ  نورٌ في سَماءِ الفكرِ  يُجلي الهمَّ  والأشجانَ. بل .. بل  أنتِ  شمسي

حُبُّكِ  الآسرُ  يبقى  نابضًا  حتى   يُواريني  الرَّدَى   حُفرة َ  رَمسي

أشهرٌ  مرَّتْ  علينا  ما  التقينا

وَلهيبُ العشقِ   يكوي خافقينا

أرَّقَ   البُعدُ  وأشجَى   مُقلتينا

لم  نزلْ  في رعشةِ الفجرِ  سناءً  وَشذاءً  وَوُرُودْ

والأماني  من  حوالينا   نشيدْ

يا   حياتي   سَرمدِيٌّ    حُبُّنا

نحنُ  كنا  ولبعض ٍ  سنكونْ

أنتِ  روحي  وحياتي  //   أنتِ  أحلى  ما  يكونْ

هائمٌ    فيكِ     وأبقى.  هائمًا    حتى  الجنونْ

كلُّ   ما  فيكِ  جميلٌ  رائعٌ  //  كلُّ ما  فيكِ  لسحرٌ  وَشَبابٌ   َوفتوُنْ

ليتني  ما  بينَ  أحضانكِ   أغفو  ساعةً   حتى  أعيدْ

كلَّ  تاريخي  وأيَّامي ، وإشراقة  ذاتي … وتضاريس الوجودْ

نحنُ  لسنا  بشرًا … نحنُ  ملاكان  أتينا من جنانِ  الخلدِ  كي نبني الأماني

وَ نعلي  راية َ السِّلمِ  الوطيدْ

صوتكِ السِّحريُّ  سيمفونيَّةُ  الكونِ  وألحانُ الخلودْ

عانقيني … قبِّليني  قبلَ أن تطوي أمانينا  متاهاتُ  العَدَمْ

قبلَ  أن   نغفوُ  سَويًّا  خلفَ  جدرانِ   الدَّياجي   والظلمْ

مَتّعيني من جناكِ. من رحيق ٍ قبلَ  أن يهوي شراعي في خِضَمَّاتِ السَّأمْ

عانقيني  قبلَ  أن ينضبَ  ينبوعُ  الحياة ْ

أنا   لم  أنسَ  عيونا  علمتني  كيفَ  أشدُو  بالغزلْ

وَشِفاهًا  طعْمُهَا  الشَّهدُ وأحلى  أشتهي  منها  القبلْ

///

بينَ  عينيكِ   وقلبي  تلتقي  كلُّ   تواريخ   العُصورِ  الآدميَّهْ

بينَ  عينيكِ  وقلبي   تلتقي   كلُّ  الحضاراتْ

بينَ عينيكِ وقلبي سحرُ  “هاروتٍ ”  وأمجادُ  العُهُودِ  البابليَّهْ

بينَ عينيكِ وقلبي تلتقي كلُّ خطوطِ الطولِ والعرضِ وتبدُو

أنجُمي  الزُّهرُ  وظِلِّي وَسَماءٌ   ليلكيَّهْ

بينَ  عينيكِ وقلبي  كلُّ  تاريخي وأيَّامِ  كفاحي وأحلامي الهَنِيَّهْ

بينَ  عينيكِ وقلبي التائِهِ  تخلقُ  أكوانٌ  منَ  السِّحر ِ بَهيَّهْ

وأنا  أخنزلُ  الأيَّامَ  ، قسرًا ،  والمسافاتِ  القصِيَّهْ

بينَ  عينيكِ  وقلبي  يتجلى  الرَّبُّ   نورًا  سَرمَدِيَّا

رائعٌ حُسنكِ يسبي القلبَ والفكرَ وروحي.  وَحُرُوفي  الأبجديَّهْ

لم  تعُدْ  لي  لغةٌ  أتقنهَا ، في الكونِ،  إلّا  لغة  العشقِ  وأشعاري سَتبقى.. كلماتي الغزليَّهْ

ليسَ حُبًّا  فوق َ ما أحببتُهُ، مُنيَة َ عُمري،  عرفتهُ  البسشريَّهْ

إنّني  أبْحِرُ  في  عينيكِ  دومًا.. للمدى.. رحلة   تِيهٍ   أبديَّهْ

ليتني  أصلبُ   وجدًا   تحتَ  أهدابِ   العيونِ   العسليَّهْ

إنهُ  الحُبُّ  ضياءٌ  أزليٌّ   شَعَّ   في  روضة ِ  نفسي  التائِهَهْ

إنهُ  فلسفةُ   الكونِ   وإكسيرُ  الحياهْ

إنهُ   وَحيُ   الإلهْ

أنا   مَنْ   عَمَّدَهُ   الحُبُّ   إلهًا   ثائِرَا

ابدًا  أقطعُ  صحراءَ  شرُودِي  وَمَتاهاتي غريبًا  حائِرَا

وَسَيبقى  الحُبُّ نبراسي   وَدربي  وانطلاقي  للخُلودْ

أنتِ  إنجيلُ  خلاصي // أنتِ  توراةُ  سُجودي وَعُهودي  والوُعُودْ

مَبْعَثِي أنتِ  وتاريخي  وَميلادي  الجديدْ

قد رَسَمنا عُمرَنا في دفترِ العشقِ  وأسفار ِالأغاني  ومَزاميرِ الفداءْ

ليسَ  من  طينٍ  خُلقنا  إنَّمَا..  نحنُ  منَ  النورِ  خُلِقنا   والضِّيَاءْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى