على ضفاف الغروب

هند خضر | سوريا

لنقف قليلاً أنا وأنت على ضفاف الغروب، ما كان بيننا يستحق أن نلتقي و لو لمرة واحدة فقط،أيعقل أننا نعيش تحت سماء واحدة ولا نلتقي؟ ! تأمل معي السماء في لحظة غروب الشمس ،حين تتوارى الشمس خلف الأفق ويبدو لنا الشفق الأحمر ، يا له من منظر لطالما أثار دهشتي رغم الألم المرافق له!
لا تسألني عن سبب شجني، أوكيف أخرج ضرع حكاياتي كي يغفو عليه ألمي ولا عن حروفي التي بتّ أحيك منها رداءً أرتديه في ليل جرحي الطويل …
ما عليك إلا أن تقف أمامي،تستمع لي وتتأمل معي سماء عيوني الغائمة، لابدّ أنها ستمطر عندما أراك ..
لوأتيت لدقائق معدودة فقط، فإنك ستطفئ تلك الجمرة المشتعلة في قلبي و تعيد لي ملامحي التي هبّ عليها غبار البعد فغيرها و كاد أن يخفيها تماماً ..
لنفترض أنك لبيت دعوتي سأقف أمامك كلي، بعفويتي، صدق مشاعري، لهفتي إليك، شغفي لقراءتك، هذياني باسمك ، عشقي الأزلي الذي يقطن حنايا روحي فتتوهج بك و حناني الذي اعتدتَ عليه و ….
هند : أحبك فوق درجات الحب، أحب تواجدك اللطيف في عالمي ، ذاك العالم لم يكن يعنيلي في مرحلة ما قبل قدومك وكان كئيباً للغاية ،
أرتشف من قهوة عشقك كل يوم صباحاً لكي أكون على ما يرام وأنت أوكسجيني الذي أحتاجه لتنفسي ..
مجهول: أحبك جداً وجداً، وأرفض أن أعلن استقالتي من حبك، طيفكِ يطاردني أينما ذهبت، عطركِ يتسلل إلى شهيقي فيعيدني إلى الحياة مجدداً بعد صراع مع انقطاع النفس، صورتكِ نقشتها على جدار روحي أستأنس بها وأكلمها ، ملامحكِ أنا أكثر من يعرفها حتى لو تغيرت و ضاعت في سراديب الكلمات ، تفاصيلكِ مازالت تقتلني وأنت كلي و كل احتياجي ..
هند: اشتياقي لك دائماً حد الهذيان ،أنا لا أشعر بقلبي بقدر ما أشعر أنك سبب خفقانه فهل تعرف كم أشتاقك؟ !
مجهول: أعرف، هل تعتقدين أن عاشقاً مثلي يتوه عنكِ وعما يحدث معكِ؟ على سيرة الشوق آه كم أشتاقك في الثانية الواحدة! و أنتظر الصدف كي أراكِ وأتأملكِ وأوصل لكِ بعضاً مما أعيشه في بعدي عنكِ ..
هند: يجب أن أخبرك أنك سر ابتسامتي رغم مهزلة الحياة، هرمون سعادتي الذي تولد منه لمعة فاضحة في عيوني، المشاعر يا سيدي لا تسكن القلب فحسب وإنما تقطن في الأحداق حتى لو حاولنا إخفاءها فإن محاولاتنا ستبوء بالفشل ..
مجهول: أشعر بكِ وبكل ما يعتريكِ، ففي العين لسان يتكلم وهذا حالي وحالكِ، عندما تمرين بقربي أقرأكِ بلهفة، أقرأ كل ما يجول في خاطرك، فأنتِ جميلتي التي عبرت معي الأبواب الموصودة، شقت قيد وحدتي و أخرجتني من عمق جراحي ،احتوت أفكاري ومشاعري التي لا أظن أنّ أية أنثى سواكِ قادرة على احتوائها و أنتِ كل النساء ومن بعدك لايوجد أنثى في الدنيا ..
هند: عندما سبرت أعماق ذاتك وجدتك لؤلؤة ظلت دفينة بين صدفتيها حتى اكتشفتها أنا، وجدتك ماسة وضّاءة عجز المعدّنون عن استخراجها إلى أن نجحت أنا بتلك المهمة فأنت في عيوني جمال الدنيا و اللغز الذي عجز العالم عن حلّه إلا أنا ..
مجهول: من داخل سقوطي أكلمكِ، أريدكِ أن تأتي دائماً إلى صباحي،أنا أركض حافي القدمين على رصيف نعاسكِ، وأنتِ تنشدين لي أغنية كلماتها حب ، لحنها شوق و تحوم فراشات عشقنا حولنا من وقع خطواتي بصوتك ..
هند: أتتكلم عن سقوطك وأنا معك؟ ! ألست أنا من أعادت ترميم ذاك الجدار المحطم في روحك؟ ! ألست أنا من كتبت رسائل الحب لوجهك العاشق و قلبك المتيم ؟!
مجهول: أسقط على أشواك الحياة و يسيح دمي لأنني لست معكِ ولن أكون، في الوقت الذي يتوجب عليّ أن أكون معك فتح الفراق لنا بابه على مصراعيه، رغم أن كلماتي في الحب سطرتها لك على الأوراق العتيقة كآثار نزف يحتضر على ثلج ليالينا الماضية …
سادت لحظة من الصمت الرهيب أدركت من خلالها
أن اللقاء الافتراضي انتهى ،الكلام الافتراضي انتهى وأن كل شيء أصبح افتراضياً، و عدتُ وحيدة،معزولة أكثر من قبل ألملم دمعي بالكتمان و أعيش في كنف أملي بوصولك عند الغروب كي لا أضل الطريق إلى ابتسامتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى