التَّنمُّر وحقيقة تأثيره على حياتنا

زينب المشاط | إعلامية وحقوقية عراقية

كلنا بشر…. والله الخالق
قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَايَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَانِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَاتَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَاتَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ” الحجرات]
وقال تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَاتَجَسَّسُوا وَلَايَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ”الحجرات”(11 ـ 12)
نعم انه التنمر الظاهره التي كثيرا مانراها في حياتنا بل للأسف انتقلت الى اطفالنا ايضا، لو اردنا ان نفسر معنى التنمر لوجدناه ايذاء (نفسي) و(جسدي) عن طريق اعتداء الاشخاص لفظا وقد يتجاوزون احيانا الحدود ليصبح ذا اثر بليغ يودي بالضحيه، وتختلف نسبة التاثر بالتنمر حسب طبيعة الشخصية المتنمر عليها، فهناك شخصيات تعاني من مشاكل عديدة وأسوأها (عدم الثقه بالنفس) وقد تتاثر ب (التنمر) حتى الشخصية ذات الثقه القوية،
وكوني باحثة في مجال (المدرسة السلوكية) ارى هذه الظاهرة باتت منتشرة في الوقت الحاظر اكثر من اي وقت مضى، وبفعل التطور التكنلوجيا الذي نشهده في الوقت الحالي، اصبح الأمر اكثر سوءا، ويظهر ذلك واضحا جداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والسوشل ميديا، ليرتفع حجم التنمر ويصبح(تنمرا إلكترونياً) بأسم (النقد)، غير ان هنالك فارق كبير بين (التنمر) و(النقد) حيث ان الأخير يقصد به تعبير عن رأي فرد او مجموعة افراد سلبيا او ايجابيا عن فعل او سلوك اوعمل معين يتخذه فرد معين او مجموعة من الافراد من وجهة نظر ناقد ويطلق عليه تسمية( ناقداً)،
اما (التنمر) هو إساءة وايذاء بأساليب وطرق مختلفة موجهة تجاه فرد او مجموعه افراد من قبل شخص او مجموعة ايضا يكونون اقوى حسب ضنهم جسديا او عقليا وحتى لفظيا. ولاقوي غير الله وقد جعل رب العزة القوه في كل انسان وايجادها تركه علينا، فلو نظر كل انسان الى فعله وعمله وطور من قوته واستغلها في بناء المجتمع لما وجدنا انفسنا امام هذه الظاهرة البشعة التي تؤثر سلبيا بشكل اكبر على ذواتنا الشخصية من جهة، وحياة الآخرين من جهة اخرى، فكم من ضحية قررت انهاء حياتها نتيجة تعنيف او تحرش او إيذاء اوانتقاص وحتى ابتزاز، لذا وجب على الجمعيات المختصة بتفعيل المادة القانونية الخاصة بمحاسبة الأفراد الذين يتسمون بسلوكيات سلبية وابشعها (التنمر)، ولحل تلك الأمراض: ١- تثقيف المجتمع في كل مجالات الحياة (البيت والمدرسة، ومكان العمل، اضافة الى الاماكن العامه).
٢- على الأهل ان يكونوا اقرب الى طفلهم، والمعلم على تلاميذه، وان يكون هناك اشخاص يراقبون تصرف الطفل، كونه سلوك يتولد عند الصغار أحياناً ويرافقهم الى مرحلة النضوج.
٣- ولأن (التنمر) مرض نفسي، ينبغي معالجة الطرفين (المتنمر) و(المتنمر عليه)، مع اخذ تلك الشخصيات المريضة بعين الاعتبار ومحاولة معرفة ماتعاني منه وما دار معها في الماضي.
٤- محاولة شفاء الشخصية (المتنمرة) وانارة طريقها بالتقرب الى الله اولا، والطرق العلاجيه النفسية ثانياً.
لنفعل ذلك من أجلنا.. من أجل أطفالنا.. ومن أجل المستقبل البعيد..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى