أدب

الفرح الآتي من بعيد…

مريم بنت عبيد الشكيلية | سلطنة عُمان

غريب أن أشعر بكل هذا الإرتياح الذي يغزو شراييني وبكل هذا الهدوء الذي يخدر حواسي المتأججة وأنا في وسط هذا الخراب المدوي حولي…

وغريب أن أستيقظ في تمام السابعة صباحاً وأشعر بأن كل الأشياء تزهر ربيعاً حتى ستائر غرفتي تتراقص مع هواء الصيف الممزوج بالندى الصباحي وكأنها في حفل موسيقي أمتد منذ الليلة الماضية….

إنني أحس برغبة في أن أصافح العالم كله برشفة إبتسامة وردية تجعل منه حقل زهور وضوء… أو أن أصنع طائرات ورقية وأهديها للسماء الزرقاء…

اليوم أترك كل شيء خلفي وأفرد جناحي للحياة التي لا تزال تتنفس الحلم.. وأن أمد فرحي على إمتداد هذا الصبح الشمسي دون أن أقلب صفحات الجرائد وعناوين الأحداث المرهقة… فقط أخطف قلمي من ظلال الليل وأسير به على مرفئ الشروق..

وبعد تفكير طويل أدركت أن لم يكن غريباً هذا الإرتياح الذي أحس به وإنما الغريب ذاك الشتات الذي قيدني وحجب النور المبعث من ملامح الأشياء التي كانت تملك حق مجالستي…

إنني الآن أنسحب من تلك الأحرف الكتابية التي تغذي الجمود في جنباتي.. أشيح بقلمي نحو الأفق المتسع الذي يتمدد بمقاس الفرح الذي أغرسة على تربة الأمنيات المعلقة…

وإنني أحاول أن أحجب كل تلك التناقضات التي تجعل منا نسخ متعددة لا تشبه ملامحنا وكأنها تحاول أن تدس زيفها في حديثنا و أصواتنا…

نحن مدينون للفرح بفصل خامس نعيد فيه كل شتاتنا الذي أحدث منا جزئيات مبعثرة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى