الإبحار الأوّل

ماجدة أبو شاهين | سوريا

كم مرةٍ زجرتُ قلمي :
لا تقتربْ من بحور الشعر
لا تنزلقْ في لعنة الحبر…
إنها لَغابات عصيّة المسالك..
تُفضي إلى الضياع في أفواه الظِلال

احذر!!
برمودا القصيد تبتلع كلّ من يدنو من أمواج دهشتها..
والعودة قاربٌ حزين محفوفٌ بالانكسار .

وحيدةً على صخور الشاطئ…
يستخفّني هتاف البحر
فلا أدري..أهو غناء الناجين
أم عَناء الغارمين؟!!

لا مزيدَ من التذاكر للعبور
وحده البحر من يختار
والحقائب الخفيفة..
تقذفها الأمواج على شواطئ النسيان

صدفةً وجدتُني بين رتل
من المسافرين إلى كوكب الصوت
خيولٌ من الضوء مُسرجةٌ بالمجاز
على أُهبةٍ تنتظر.
هزّني النداء الأخير للرحلة
وكاد يُغشى عليّ ..
وإنّي لأخشى الركوبَ …
أعيشُ التردد ..
أخاف التورّط….
أهابُ السقوطَ
أعافُ التخلّف
أهوى السفر

ومثل طفلة تشهق فرحها وخوفها معاً …
فوق أرجوحةٍ معلّقة على شجر الريح..
أثملني ذاك الجنون العاقل
الصامت الصارخ..
الضاحك الباكي
الراحل المقيم
فأضعْتُ في الهذيان
مفتاح الرجوع .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى