بنت المعز القاهره حتي الصباح ساهره

رحلة  تصوير واستطلاع: شيرين خليل


هذا الشارع من عبق التاريخ يحمل ف جنباته رائحة التاريخ فمن يرد أن يسافر بالزمن إلى تلك الحقبة الزمنية المليئة بالأحداث التاريخية فعليه أن يذهب إلى (شارع المعز)؛ فهو يعتبر من أهم الشوارع لما يضمه من آثار إسلامية تعكس انطباعا كاملا عن مصر الإسلامية في الفترة ما بين القرنين العاشر إلى القرن التاسع عشر.
وتضم هذه الآثار مبانٍ دينية وسكنية وتجارية ويوجد أيضا بعض المحال التي تختص بالحرف اليدوية.

ويعتبر هذا الشارع متحفا للآثار الإسلامية وموقعا تراثيا فريدا يمتد ما بين بابين من أسوار القاهرة القديمة من باب الفتوح شمالا حتي باب زويله جنوبا مرورا بعدة حارات وشوارع تاريخية عريقة من أشهرها الغورية وخان الخليلي.

 
وقبل أن تتحدث عن الآثار الموجودة في الشارع لابد أن نعرف سبب التسمية؛ فلقد سمي الشارع بهذا الاسم نسبة إلى المعز لدين الله الفاطمي الذي أرسل قائده جوهر الصقلي إلى مصر عام (358 هجريه /969 ميلادية) لتصبح مصر منذ ذلك التاريخ وحتي عام (567 هجريه /1171 ميلاديه) تحت الحكم الفاطمي

.
وقد أطلق عليه قديما عدة اسماء منها الشارع الأعظم، وقصبة القاهرة، وأخيرا أطلق عليه اسم المعز لدين الله الفاطمي


ويضم مجموعة من أجمل الآثار الإسلامية في العالم والتي يبلغ عددها 29 لينفرد هذا الشارع بجمال خاص.

وتتنوع هذه الآثار مابين مساجد ومدارس وقصور ومن أهمها مسجد الحاكم بأمر الله، وباب الفتوح، ومجموعة السلطان الغوري، وجامع المؤيد، وقصر الأمير بشتاك،

ومسجد ومدرسة الظاهر برقوق، وباب زويله، وجامع الأقمر، الذي يعتبر من أصغر مساجد القاهرة؛ وسمي بهذا الاسم نظرا للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.


ويشتهر الشارع بوجود أسواق ومحلات تجارية كثيرة يتردد عليها كل من يزور الشارع لشراء الأشياء التذكارية الرائعة.


وتوجد محلات للملابس التراثية حيث يقوم الزوار بارتداء هذه الملابس والتقاط الصور بها.
تقول إحدى السيدات أنا دوما أذهب بأولادي إلى شارع المعز وأعتبرها رحله جميلة نشعر جميعا بالسعادة فهي رحله غير تقليدية نشعر بالدفء والأصالة والماضي الجميل. 


ويقول صاحب أحد المحلات التجارية إنه يأتي  إلى الشارع ناس من كل أنحاء العالم والجميع يفضل دائما شراء الأشياء التذكارية ومن يأتي مرة يعود مرارا وتكرارا فهو شارع له سحر خاص. 
حقا إنه شارع له سحر خاص ويعتبر لوحة فنية نادرة وتحفة معمارية تضم آثارا لحضارة رائعة.

وننقل هنا نصا شعريا كان مقررا على طلاب المدارس المصرية في المرحلة الابتدائية في السبعينيات من القرن العشرين جاء فيه:

بِنْتُ المُعِزِ القَاهِــرِةُ

حَتَّى الصَّبَاحِ سَاهِرة ْ

جَمِيْلِةُ رَقِيْقـَــــــــةٌ

نِبِيـْـــلَةٌ مُسـَـامِـــرِة ْ

مُمْتَلِئٌ تُرَابـُـــــــــهَا

بِالَنفـَحَـاتِ العَاطِــرَة ْ

كَأنَّمَا قَدْ خَلَطـُـــــوهُ

بِالْــوُرُوْدِ النَاضِــــرِة ْ

شَامِخَة لا تَنْــحَنـِي

كِبِرًا صَبُورٌ قــَــادِرَة ْ

كَمْ هَزَمَتْ مَمَـــالـكًا

وَكَمْ طَوَتْ جَبَــابِرِة ْ

فِي كُلِّ شِبْرٍ فـوقَهِـا

ذَكِرَي تُطِلُ سَــافِرَة ْ

تَحْكِي لَنَا تَارِيْخَ مَجْد ٍ

أَوْ تَقُــصُّ نــَـــادِرَة ْ

كَمْ ظَالِم ٍقـَدْ مَرِّ بِي

وَمَا أَزَالُ القــَــاهِرَة ْ

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى