ماذا أضعنا..؟
الشاعر سعدي الباهلي
– مَاذَا أَضَعنَا بهذَا العُمرِ؟!
قَد ضِعنَا
مَا عَادَ للعُمرِـ من دُونِ اللِّقَا ـ
مَعنَى
–
مَا عَادَ يُعرَفُ عُمرٌ..
كَيفَ؟
من دَمِهِ المُهرَاقِ؟
مٍن دَمعِهِ الحَرَّاقِ..
إذْ أَفنَى؟
–
كَم غُصَّةٍ..
عَلِقَتْ بالجِيدِ مُكرَهَةً
مِن فَرطِ مَا أُترِعَتْ أَضلاعُنَا..
حُزنَا
–
كَم غَابَ في غَيِّهِ العَقلُ الرَّزينُ..
وكمَ..
من طُولِ مَا ظَنَّ أَن :
«لَنْ نَلتَقي” ..
جُنَّا
–
«قَيسُ” الَّذي..
دَمَهُ المَسكُوبَ أَشعَلَهُ
شَوقًا وعشقًا..
ومَا “لَيلى” بِهِ تُعنَى
–
ضَاعَت دَقَائقُ عُمرٍ..
لامَرَدَّ لَهَا
ونَحنُ رُحنَا..
بإثرِ الإِثرِ
مَا عُدنَا
–
هُم شَتَّتُوا ..
كٌلَّ مَا في العُمرِ من فَرَحٍ
هُم وَطَّنُوا في دُرُوبِ الوَردِ..
مَا ذُقنَا
–
مَازَالَ يَسقُطُ هَذَا العُمرُ..
مُهتَرِئًا
فُضَّت دَقَائقُهُ..
في غَفلَةٍ مِنَّا
–
تَنَهَّدَ الشَّوقُ..
أَفضَى للضُّلُوعِ لَظًى
يَغلي ويُحرِقُ هَذَا الصَّدرَ..
مُذْ حَنَّا
–
مَا قَلَّ
مَاجَفَّ
لَم يَهدَأْ..
عَلَى صِفَةٍ
مُذ خَامَرَ القَلبَ
من نَبضِ الهَوَى رَنَّا
–
مَرَّتْ عَلَى عُمرنَا الأَيَّامُ مُسرعَةً
تَغَيَّرَ النَّاسُ
لَكنْ..
نَحنُ مَا زلنَا
– تَبَدَّلَ الوَقتُ..
لَم تَبدُ السّنُونُ بنَا كَغَيرنَا..
تَابَ هَذا الصَّبرُ..
مَا تُبنَا
–
تَبدُو النِّهَايَاتُ..
عند الأُفقِ
مُؤلَمَةً
وَوَحدَهُ اللهُ..
يَدري
دَربَنَا سَنَّا
–
مَا كَلَّ في خَطونَا
مَا كَانَ مُتَّئدًا
مَازَلَّ..
في عَثرَةٍ
مَا أَخطَأَ المَغنَى
–
مِن مُؤلِمِ الضَّعفِ..
يَغدُو الصَّبرُ
مُعجزَةً
لَحنًا شَجيًّا..
إذَا في دَربنَا غَنَّى
–
جَفَّتْ مَنَابعُهُ..
والآنَ
مَاتَ أَسًى
خَانَ المَسيرَ
وعَن آمَالنَا استَغنَى
–
هَل مُنقذٌ مَا تَبَقَّى الآنَ..
من رَمَقٍ
صَبرٌ قَليلٌ..
إذَا من شَوقِنَا يُجنَى؟
–
ظَنَنتُ جِدًّا..
وكَم أمَّلتُ يُسعفُني
صَبرٌ جَميلٌ..
وهَذَا الصَّبرُ مَا ظَنَّا
–
كُنَّا نُعِدُّ..
وَلَم نُدرك سوَى عَرَضًا
تَأَخَّرَ الوَقتُ..
حينَ الأَمسِ أَدرَكنَا
ً-
شَهرَانِ مَرَّا
وشَهرُ الخَوفِ إثرَهُمَا قَد مَرَّ ..
كم حَارَ فينَا الصَّبرُ..
واحتَرنَا
–
مَا حَقَّقَتْ أُمنياتي بَعضَهَا
عَجَبًا
كَأَنَّنَا حَينَ عَزَّ الأَمرُ سَلَّمنَا
–
لا..لَم يَمُتْ بالضُّلُوعِ الشَّوقُ
مَا انقَطَعَتْ أَوصَالُهُ
لَم يَزَلْ فينَا..
كَمَا كُنَّا
–
مَازَالَ يَنقُشَ هَذَا الشَّوقُ في دَمنَا
رَسمَ المَحَبَّةِ
نَارًا تُحرِقُ البَينَا
–
مَازَالَ هَذَا الحُبُّ حَيًّا
لا فَنَاءَ لَهُ
باللهِ مَن خَالَطَ الأَحشَاءَ
هَل يَفنَى؟
–
دَامَت مَحَبَّتُنَا
الأَنفَاسُ تَفضَحُهَا
دَامَ الهَوَى في الحَشَا والشَّوقُ..
مَا دُمنَا