بائعو كُتب مُثقفون وإشادة جماهيرية

تحقيق – صبري الموجي

“أحبب ما تعمل لتسطيع الإبداع”.. شعارٌ رفعه شباب وفتيات يعملون في بيع الكتب، استطاعوا من خلاله الشعور بالرضا، والتفاني في خدمة زوار المكتبات، الذين أشادوا بهذا الجهد.


في البداية تؤكد نورهان خالد مسئولة مبيعات بإحدي المكتبات ودور النشر وحاصلة علي بكالوريوس تجارة أنه ليس عيبا أن تعمل في مهنة تختلف تماما عن شهادة تخرُجك، ولكن العيب أن تجلس واضعا كفك تحت خدك تنتظر الوظيفة الحكومي، التي صارت أمنية بعيدة المنال لكثرة الخريجين وقلة الفرص.
وعن سر براعتها في بيع الكتب، أكدت أن هذا لم يأتِ من فراغ، بل من خلال التعلم والتدريب، حيث تحرص دار النشر التي أعمل بها علي عمل دورات لتدريب العاملين علي فن التسويق والبيع وجذب الزبون، عن طريق معرفة الفكرة العامة للكتاب، والتي تمكننا من التعامل مع الزبائن، والإجابة عن أسئلتهم، بل وإرشادهم إلي الكتب التي تُعالج القضية التي يبحثون عنها.


وفي دار نشر أخري التقينا أيمن منصور مدير توزيع بإحدي دور النشر، والذي أكد أن كل العاملين معه يعملون وفق سيمفونية متناغمة، حيث يعرف كلُ فرد ماله وما عليه، بدءا من عامل النظافة الذي يحرص علي تنظيف المكان وتلميع الكتب لتبدو أكثر بريقا وجذبا للقارئ، مرورا بمسئولي المبيعات ومدير التوزيع.
وعن استعداد مكتبته لسرعة مساعدة الزبائن أكد منصور أننا وفرنا لكل عدة كتب مجموعة من الشباب يعرفون جيدا محتوي الكتاب، والخط العام الذي رسمه المؤلف لنجاح التواصل مع رواد المكتبة، وهو ما جعل جناحنا بالمعرض أشبه بصالون ثقافي، وليس مجرد جناح لبيع الكتب.


علي جانب آخر التقينا الناشر د. أحمد علي صاحب أحد أهم دور نشر الكتب الأكاديمية، والذي أكد أن هذه الصناعة مكنته من تحصيل قدر كبير من الثقافة في شتي فنون المعرفة، مضيفا أنه بدأ رحلته مسئولا عن بيع الكتب منذ أكثر من ٤٠ سنة، اعتاد خلالها أن يمضي نهاره بائعا، وليله قارئا نهما، وهو ما أكسبه حصيلة معرفية وثقافية واسعة.
وأضاف د. أحمد علي أن عطاء المرء لعمله يجعلُه يحقق فيه التميز، حيث إنه بالصبر علي أعباء تلك المهنة التي بدأها بشحن وتفريغ الكتب، والتعامل بحكمة ولين مع الزبائن، استطاع أن يتعلم أسرار هذه الصناعة، ويصير ناشرا له اسمه في تلك السوق .
وعن أجمل لحظاته أكد علي أن سعادته الحقيقية في شم رائحة الورق والأحبار، وترقب خروج الكتاب بداية من كونه مجرد فكرة في رأس صاحبه، مرورا بمرحلة المسودة، والطبع الأولي للمراجعة والتدقيق اللغوي، وصولا لشكل الكتاب في صورته النهائية، وتلقف يد القارئ له .


وفي كلمة ا. إيهاب نايل أحد مدرسي اللغة الإنجليزية، والذي التقيته أثناء زيارته للمعرض لشراء بعض الكتب والمراجع، أكد أنه أدهشته ثقافة عدد من البائعين، ومعرفتهم بخفايا عديدة في المراحع لا يعرفها إلا المتخصصون، وهو ما ساعده في تحقيق هدفه في أسرع وقت وأقل جهد، بل وساعدته ثقافة هؤلاء الباعة في شراء كتب لم يكن مُخطِطا لشرائها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى