الكلمة بين الألم والأمل

بقلم: د. علي الدرورة | منتدى النورس الثقافي الدولي

    تحدث كثير من علماء المسلمين وكذلك المصلحون الأولون والمتأخرون والكتّاب والنقاد والشعراء والفلاسفة والمتكلمون وغيرهم في تعريف الكلمة الطيبة وأثرها أو انعكاسها على المتلقي.

   فمن يحبّك لا يخذلك أبداً ولا يتركك وحيداً تتألم ولا يكسر خاطرك بحرف فضلاً عن كلمة جارحة تظلّ ترنّ في مسامعه ولها طنين وأنيين وأزيز حتى وإن كانت بدون قصد، فالكلمة الجارحة تمثل شوكة مؤلمة لا يمكن نسيانها أبداً.

    الكلمة الطيبة صدقة، فلماذا لا نقول كلمة طيبة ونكسب الصدقة ونُسعد الطرف الآخر ونزيل منه الهموم والأكدار.

   هناك مسافات بين كلمة جارحة وأخرى تدخل السرور على النفس حتى وإن كان لك عدو فلا تتلفظ عليه بكلمة مؤذية وبرهن أن تربيتك أفضل وأنّ أخلاقك أسمى وأنبل هذا فضلاً عمّن يحبّك ويكنّ لك كلّ خير.

    ولا شك بأنّ هذا الشخص ضحى من أجلك وقدّم الكثير لإسعادك ذات يوم، فليس من المعقول أن تتذمّر منه وتقابله بالجفاء والغلظة وتكسر خاطره،قال الشاعر:
إنّ القلوب إذا تنافر ودّها
مثل الزجاجة شعبها لا يصدع
إنّ الله سبحانه وتعالى أمر بالكلمة الطيبة واعتبرها صدقة، وهل يوجد أفضل من الكلمة الطيبة، أو هل يوجد أفضل من الصدقة؟.

    لماذا لا نزرع الأمل في النفوس بالكلام الطيب بدلاً من المنفّر والمحزن، الذي يعطي انطباعاً سيئاً، فالشارع المقدّس أمر بكلّ ما هو خير، وقد قال رسول الله (ص): (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)،
فالصمت خير له حتى لا يقول كلمة يحتمل تفسيرها على محمل من السّوء فتبقى تجرح الطرف الآخر.

فالكلمة الطيبة هي التعبير المشروع الذي يجوز للإنسان أن يعبّر به ؛ فالكلمة لا تقتصر على المراد من اللفظ فقط، فهي في الأخير قد تشعل عداوات وفتناً بين الأحبة تلك الفتن كالنار في الهشيم لا يمكن اخمادها.

إنّ الكلمة الطيبة تؤلِّف بين القلوب، وتُصلح النفوس، وتُذهب الحزن، والغم وتُزيل الغضب، والضغينة، وتُشعرنا بالرضا والسعادة، وتؤدّي إلى اجتماع القلوب وتؤلف بينها.

فهل نترك الأحقاد جانبا و نسعى لنشر المحبة والتسامح بالكلمة الطيبة ونقرّب المسافات بيننا حتى تصفو النفوس؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى