الشوكولا وأخواتها

رويدة جعفر | ناشطة وإعلامية سورية

علاقة سحرية وعاقبة وخيمة

يصادف اليوم 21/7 هو اليوم العالمي للطعام غير الصحي الذي اجتاح حياتنا ولابد من العودة إلى مبدأ ابقراط أبي الطب الحديث: (اجعل طعامك دواءك ودواءك طعامك)
هناك أطعمة كثيرة نتهافت على تناولها لمجرد أن طعمها لذيذ حيث تحتل الشوكولا المرتبة الأولى على اللائحة وكثيرا من المنتجات المصنعة التي تصعب مقاومتها و بشكل لا يمكن تجاهله، يقول أحد باحثي الطب النفسي: (إن رغبتنا في تناول الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية يمكن أن يرجع إلى أسلافنا القدامى حيث كان الطعام شحيحا والناس يتوقون إلى تناول العناصر المغذية للبقاء على قيد الحياة).
الإنسان القديم لم يكن متأكدا من موعد وجبته التالية او حتى إمكانية وجودها لذا حملته فطنته على تناول أكبر قدر من الأطعمة الغنية بالدهون والوحدات الحرارية المتوافرة أمامه؛ ذلك لأن جسمه يخزن الفائض منها ليستخدمها كوقود عندما تشح الإمدادات الخارجية
أما اليوم – خلافا لإنسان العصر الحجري – من السهل أن نجد في أي وقت في المتاجر والأسواق أنواعا لاتعد ولا تحصى من والأطعمة والمأكولات والحلويات والأغذية المصنعة اللذيذة.
ونتيجة لأبحاث عديدة أجريت حول ظاهرة إدمان مثل هذه الأطعمة تبين أننا نحصل على أكبر دفعة من الأندروفين والدوبامين وهي هرمونات السعادة عندما نأكل أغذية مصنعة يدويا وآليا “غير صحية” مثل البسكويت ورقائق البطاطا والشوكولا التي ترفع مستويات هرمونات السعادة كثيرا وبسرعة كبيرة لا تلبث أن تنخفض بالسرعة نفسها لتجتاحنا من جديد الرغبة في تناول المزيد منها.
من الناحية الكيميائية الاستسلام لتناول هذه الأطعمة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات فعلية في الدماغ فهذه الأغذية تقدم لنا السكريات والدهون والأملاح مجتمعة وأكثر تركيزا وفاعلية مما يمنحها مزيدا من النكهة والحلاوة من شأنه تعزيز استجابة الدماغ وبروز رغبة ملحة لتناوبها على عكس الأغذية الطبيعية؛ فالفواكه تحتوي نسبة من السكر لكنها لا تحتوي دهون.. وقطعة اللحم تحتوي على دهون لكنها خالية من السكر تقريبا
تجدر الإشارة إلى أن النساء معرضات بشكل خاص لهذا التوق الشديد الأطعمة المصنعة مقارنة بالرجال.. والمرأة عندما تقرر أن تأكل فهي تفرط في ذلك.
ولكي نهزم وحش الأغذية المصنعة القابع فينا ما علينا إلا أن نقرر اختيار بديل أفضل وهو العودة إلى الطبيعة كتناول حبة فاكهة بدلا من حبة شوكولا.
وإن كان لابد يمكن تناول القليل بدلا من فرض حظر تام على هذا الطعام غير الصحي والعودة إلى الطبيعة  الأم وهو خيار حكيم في صخب حياتنا المعاصرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى