وضع الأدب البرازيلي المُتَرجم إلى اللغة الإنجليزية على الخريطة (1)

نجوى السودة | مصر

بقلم : كيمارا فاليم دو ميلو 

إن الترجمة تتطلب شكلا من أشكال تحويل اللغة بين ثقافة وثقافة أخرى، ينبغي أن يصاحبها نوع من الصنعة عند النقل من ثقافة إلى ثقافة أخرى.

آلبرت براز 

يؤكد كريستال بيفونا أن وجود الأدب البرازيلي المترجم عالميا  يرجع إلى الإستثمارات التي تقوم بها الحكومة والقطاع الخاص لرفع شأن الأدب بالخارج . على أية حال،فإن هذا الرأي لم يُقابل بالإجماع لأن موضوع “الأدب البرازيلي المُترجم “قد أثار آراءا مُتْناقضة .ترى أنجل جوريا –كوينتانا أنه ،على الرغم من الشكوى العامة أن حجم الأدب البرازيلي الذي نُشِرَ باللغة الإنجليزية ليس كافيا ،إلا أن الوقت مواتي الآن ويبشر بمد جديد للأدب البرازيلي المُترجَم  .بالإضافة إلى ذلك،فإن الإصدارات العالمية التي تعمل على أن يظل الأدب في محيطه و تحول دون إنتشاره عالميا.

الدليل على ذلك، كما تراه جامعة روشستر أن (3%) فقط من كل الكتب التي نُشِرت في الولايات المتحدة أعمال مُترجمة ،وإذا ماتكلمنا عن الأدب القصصي والشعر فإن هذا العدد أقل من 1% .

تهدف هذه الدراسة إلى التفحص بدقة مدى تلقي القارئ في الدول الأفريقية للأدب البرازيلي ولكي تُبين أيضا كيف أن القائمين على الأدب البرازيلي قد طوروا من وجهة النظر الهستريوجرافيا للترجمة، تهدف هذه الدراسة أيضا أن تُقدم وجهة نظرحول الأدب البرازيلي المُترجم إلى الإنجليزية عن طريق وضع خريطة لأهم الأعمال الأدبية التي قُدِمت، وأهم الكتاب الذين تُرجمت أعمالهم، وأهم المترجمين ودور النشر مذ بداية إطلاق الحملة عام 2007م، إستمدوا 3% من المصادر عن طريق الشبكة العنكبوتية بجامعة روشستر، واضعين في اعتبارهم القراء، والمحررين، والمترجمين المهتمين بالأمر ويرغبون في زيادة معرفتهم بالأدب العالمي الحديث والمُعاصر .قام الباحثون بجمع معلوماتهم بنوها على أبحاث قُدمت حتى عام 2004م.

وخاصة ما يتعلق بالأدب في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وخاصة هيلوسيا جونكالفس وماريا لوسيا سانتوس دافلون جوميس ،وموسوعة الأدب المُترجم إلى الإنجليزية .

كما أنها تقدم معلومات حديثة  فيما يتعلق بما قُدِمَ من أعمال أدبية في  العشر سنوات الماضية ،وبنوا معلوماتهم على الكتب الأدبية ،والمكتبة الرقمية ،وصفحات المؤلفين على الشبكة ،ومواقع الناشرين ،ومكتبات التوزيع ،والمهرجانات الأدبية، والجوائز الأدبية ،ومصادرهم من معارض الكتاب والمكتبة الرقمية 

في البداية، في الجزء الثاني ،من هذا المقال نلقي نظرة ثاقبة على الجهود التي قدمها المترجمون، والناشرون ،والأكاديميون من بداية أول الأعمال الأدبية التر تُرجمت في نهاية القرن التاسع عشر، مارا بسنوات تغيبت فيها الأعمال المُترجمة واليقظة التي حدثت في الترجمة إلى الإنجليزية .قمنا بالإستعانة ببعض الدراسات  المقتضبة التي قُدِمت في هذا الجزء ،بالإستعانة بكتاب مثل  ماتشادو دي آسيس،وماريو دي أندراد،و جيماريش روزا، وجورجي آمادو وكلاريس ليسبكتور . بعدذلك يركز البحث على منظومة الأدب المعاصر حيث قدموا بعض المعلموات عن الأعمال الأدبية اللتي تُرجِمت إلى الإنجليزية من عام 2014 لكي يبينوا من خلالها النمو النسبي في ترجمة الأدب البرازيلي .في النهاية ،هناك محاولة لتقديم إطار لمنظومة الأدب البرازيلي الحديث في الترجمة الإنجليزية عن طريق إلقاء نظرة على التحديات التي تواجهه ووجهات النظر التي يجب إتباعها من أجل سيرة عملية تدويل  الادب البرازيلي مع فجر الألفية.

ومن بيرتون في القرن العشرين يبين لنا سيلفيانو سانتياجو أن ثقافة أمريكا اللاتينية قد إحتلت مكانا “وسطا”.

ومع تلاشي مفاهيم الوحدة والخلاص ،فإن أدب أمريكا اللاتينية يكون قد بُني على كتابات أخرى ،حيث يقوم الكاتب بالعزف على إرهاصات كاتب آخر وعمل أدبي آخر ،التي صارت نوعا من الترجمة العالمية (سانتياجو34). 

على فهم النموذج الأصلي  بناءا على ذلك نجد أن الكاتب في أمريكا اللاتينية يعيش والذي كما أشارت إليه المعلومات التي تم تجميعها أنه موجود في  باكورة الأعمال الأدبية المُترجمة التي نُشِرت ،بالإضافة إلى الأعمال التي أُعيد ترجمتها (في بعض الحالات)،فضلا عن الأعمال التي أُعيد طباعتها والطبعات الجديدة .

كانت المعلومات بالمكتبة واضحة .فهرس موقع اليونسكو للترجمة :فهرس الترجمة العالمية،المكتبة الرقمية لأمازون.

كتب جوجل .يوجد معيارين لهما أهميتهما فيما يتعلق بهذا البحث .المعيار الأول، أن الأعمال الأدبية التي شملها البحث تشير إلى كتب في الأدب البرازيلي تُرجمت جميعها إلى اللغة الإنجليزية .

ثانيا،إن أدب الأطفال والأدب غير القصصي (من جنس المقال على سبيل المثال) لم يشتمل عليها البحث لأن البحث ركز على منتج أدبي معين .لقد وضع الأدب البرازيلي المُترجم إلى الإنجليزية قد تم تدوينه بالفعل على خريطة الأدب العالمي المُترجم  وأننا  الآن في عوز  إلى أن نقدم نصا يواجه النص الأصلي أحيانا وأن ينكره أحيانا أخرى (سانتياجو 35).

تبين لنا هذه المتناقضات القوى التي دفعت  بالأدب البرازيلي عبر القرون ،بالإضافة إلى ظهور نوع  من النقد يتعامل مع مستوى من الترجمة  يراعي فيها  الجوانب التاريخية والإجتماعية والجوانب التي تميز النص الأصلي عند الترجمة وحالة الشطط بين النصين  ،والمستعمر الجديد والثقافة المتبادلة بين النصين . خلال هذه الحالة الوسطية  ما بين السياق الثقافي بدأ الأدب البرازيلي المُترجم من يشق طريقه .يشق طريقه بين جبهتين تتخذ مسيرتين مختلفتين لدى المُتلقين  –أحدهم  محلي  وعلى الجانب الآخر دولي –لقد ناهضت  حتى إستطاعت أن تضع  لنفسها مكانة هامة في عيون المتلقي العالمي .يرى سانتياجو أن الأدب البرازيليفي ثقافة أمريكا اللاتينية قد عاش بين قوتين من الجدل ،خلقت معهما عمليات مختلفة للترجمة عبر القرون .ونجم عن هذا أن تاريخ ترجمة الأدب القصصي إلى الإنجليزية تميز بتحديات كبيرة فيما يتعلق بانتشاره العالمي.

إن الأدب البرازيلي بدأ بقصة الرحالة في أمريكا اللاتينية ومن غير شك الجهود التي قامت بها دور النشر ،والحكومة، والأكاديميات لكي تصعد بالترجمة الأدبية .من بين هؤلاء،المستكشف الإنجليزي ريتشارد بيرتون المعروف بعمله الرائد .

سواء كانت ترجمة الأدب البرازيلي إلى الإنجليزية فإن العالم الحديث عبر أدب الرحلات، مثل كتاب إستكشافات مرتفعات البرازيل ،فإن بيرتون يكون قد قام بأول دفعة للترجمة هستريوجرافيا في الثافة والأدب البرازيلي .من هنا يُعتبر الأدب العالمي طبقا لما قُدِمَ من محاولات مستحدثة  من إعادة تعريف للفكرة ،التي قد كانت تُستخدم على مدى قرنين من الزمان بداية مع جيته التي إستخدمها في (الأدب العالمي).من هذا المنطلق ،يشيرإلينا  فرانكو موريتي أن “الأدب الذي حولنا هو بلا منازع منظومة كونية ،وهي التي تشكل الأدب العالمي (أو منظومة الأدب العالمي للآداب المترابطة ببعضها البعض)منظومة واحدة  وغير متكافئة ،منتج له سياق حضاري تاريخي ، ينطوي على أفكار مركزية وهامشية .

يُعد تعريف دافيد دامروتش الأدب العالمي جدير بالإهتمام لأنه يراه في إطار أن “كل الأعمال الأدبية التي تندرج ،سواء في الترجمة  أو في لغتها الأصلية،بعيدا عن ثقافتها الأصلية .إذا ما انتتقلنا إلى المفاهيم التي عبر عنها جيولين، فإننا من خلالها نعرف الأدب العالمي “الأدب الذي يتضمن في طبيعته العالمية”.

ساهم بيرتون في نشر عملين أدبيين من الأدب البرازيلي ،عالميا ،بالبلاد الأفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية في الوقت الذي كانت فيه البرارزيل تبحث عن هويتها القومية والعالمية ،فترة ما بعد الإستقلال  . 

بينما كان بيرتون يعمل قنصلا للبرازيل، عاش في ساو بولو في الفترة ما بين 1865حتى 1969،عندما كان هو وزوجته ،إيزابيل بيرتون هناك ،كانا على تواصل مع الثقافة البرازيلية وقاما بعمليات في الترجمة حيث ترجما بعض الأعمال الأدبية مباشرة ولها علاقة مباشرة  بالتاريخ والسعي من أجل الهوية ،والتي تعتبر باكورة الكتب التي تُرْجمت من الأدب البرازيلي إلى الإنجليزية . يرى سكوت لوس دوتون أن المجتمع البرازيلي كان يتميز مع بداية القرن العشرين ،مجتمعا تقليديا معاصرا ملئ بالمتناقضات:فطبيعته الزراعية تتناقض مع معاصَرة مازالت لم تصل بعد إلى أوجها (أورتيز ،الثقافة والمجتمع ،123). 

على عكس ذلك ،ترىباربوسا أن الأعداد المتزايدة من الأعمال الأدبية المُترجمة من البرازيلية إلى الإنجليزية بدءا من الأربعينيات من هذا القرن تؤكد “مدى الأمية التي يفتقر إليها العالم ،الدخل القومي ووقت الفراغ ومن ثم نجد أن الطلب على الأدب البرازيلي قد إزداد،ويمكننا ان نربطه أيضا ببعض النقاط التي لها علاقة بتاريخ البرازيل والشئون الدولية ،كل ذلك يمكن أن يؤثر على الترجمة كبضاعة تربط بين الحضارات .

في واقع الأمر، لقد مرت البرازيل بتغيرات سياسية وإقتصاديةمنذ فترة حكومة جيتوليو فارجاس، تلك الفترة قد كان لها تأثيرها على التجارة العالمية (وخاصة مع الولايات المتحدة) وكذلك على المشاريع الإعلامية .لذا سوف أركز في هذه الفترة على أعمال فيرسيمو الأدبية التي تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية حيث كان يعمل مُحاضرا في الأدب البرازيلي في جامعة بيركيلي بكاليفورنيا وكان عضوا في فريق بكلية ميلز، أوكلند .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى