عن أحلامٍ داعرة

مفتاح البركي | ليبيا

أقومُ منتفضاً …
كعصفور أزرق بللهُ المطر
في ليلة شتاءٍ قارصةِ العواء

أرمي في رحمِ اللغةِ المذعورة
كل الفرح النائح في حنجرتي

أجدني مبللاً بالحنين
اركض خلف الزقزقة
طفلا من ياسمين

أبحث عن وشمةٍ
كانت أنيستي ذات غناء

أسكب قليلا من الدمع
على حُلمٍ لم يستطع أن يكفيني
مما يعد الصبار من عرقٍ و شغفٍ
و ظمأ …

أن يكفيني
قوارير مالحة
لهدهدتِ حرفين من جذوةٍ لم تخمد
منذ ألف شهقةٍ و رشفةِ نبيذ

ها أنا أرسم احلاماً من عطر
بلسانٍ أحمر بعد الغروب
لم أكن أريد من الشفق
سوى حبة زيتون
و قمراً مسجى في أقصى
الينابيع الغريقة

لم أكن أريد من الشعر
سوى ( ليلى) و البنفسج

ربما تغفر لي
تلك النائحة الوردة الصديقة
في جوف الليل أن أبكيها
بغناءٍ مخلوطا بالعطر
الراكض خلف قطيع الدمع

ربما تغفر لي
إني ساهمت في ملءِ
المقامات البليغة
في معاطف الدراويش
حين كانت الريح تزأر
في وجه العتمة
بين الرماد و محابر الجمر

و على ناصية الغروب
و هيمنة الكؤوس
سأنتظر تلك نجمة
الغارقة في البكاء
بقلبٍ من نبيذ
يحفظ كل الأناشيد المبحوحة
ذات سُكر

ربما تغفر لي
إنني لم أكن سوى
ذئبٌ عجوزٍ من نعناع
بمخالب ناصعةِ الشهوة
يتقاسمُ و الليل
عواء الريح قبل بزوغ الفجر.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى