خذني إليكَ

مختار اسماعيل بكير |  مصر

 

طال المغيبُ ، متى تعود إليَّا؟

لتقولَ للشوقِ المُعَذَّبِ هيَّا

///

طال المغيبُ ولم أذقْ طعمَ الهَنا

وبريقُ عينكَ لاحَ في عيْنَيَّا

///

كم كان بُعْدُكَ قاتلي ومُعَذِّبي

كالنار  تُوقَدُ بكرةً وعشيا

///

أغفو بذاكرة الغياب وترتمي

أحلامنا الحُبلى على قدميّا

///

لولا  وفاءُ بقيةٍ في داخلي

لأضعتُ عمري شارداً وشقيّا

///

وكتبتُ فيكَ من القصائد علَّها

تلقاكَ في وجه السماء وَلِيّا

///

أو علَّها تُنْبِيكَ كيف تركتني

وتركتَ خيطاً حاكَ في شفتيّا

///

وتركتَ ألْسِنَةَ الكلام على فمي

خرساءَ تبكي حائراً منسيّا

///

وسرقتَ أحلامي وكنتَ أنيسها

والآن تقتل حُلْمَها الورديَّا

///

عَلَّقْتُ ساعاتَ الحياة بعالمي

فلعلّه يوماً يعود شجيَّا

///

لكنه خان العهود جميعها

واختار بُعداً  مارقاً وغبيّا

///

أنا فيكَ ، منكَ إليكَ يا كلَّ المُنى

أنا صوتكَ المسجونُ في أُذُنَيَّا

///

أطلق سراحَ الأمنياتِ بداخلي

واسكب  إناءَ الصبرِ منكَ عَلَيَّا

///

ما كان حبُّكَ مُهلكي ومُعذِّبي

بل كان حباً طاهراً ونقيّا

///

أو كان محبوساً بداخل قُمْقُم ٍ

بل كان نوراً واضحاً وجليّا

///

أو كان يُشْبِهُ غَيرَهُ في عطره

بل كان منبتُهُ  هُنَا ورديّا

///

أو كان مجهولاً تساقطَ عنوةً

لكنه ملأ الوجود سَميّا

///

أو كان كالطفلِ الصغيرِ هشاشةً

بل كان حباً قاهراً وعتيّا

///

ما كان عدِّدْ ما تشاء ولا تخف

فلقد تقاسمنا الغرام سويّا

///

والآن تلتحفُ الهروبَ وتمتطي

ظهر الغياب ، تضيعُ مِن عينيّا

///

خذني إليكَ فقد تثاقلَ كاهلي

وشهيقُ أنفاسي جفا رئتيّا

///

خذني إليك ولا تعاقر مهجتي

حتى يكون القلبُ منكَ رضيِّا

///

خذني إليك ففي الفؤاد مرارةٌ

ستزول إن رجع الحبيبُ إليّا

///

أشتاق لو  تسري حُرُوفُكَ من فمي

فتصير أزهاراً على شفتيّا

///

فأنا المحبُّ العاشقُ الوَلِهُ الذي

سأظلُ عمري عاشقاً ووفيّا

///

سيهونُ ما تلقاه في بحر الهوا

ستكون من بعد الشقاءِ رضيَّا

///

إنَّ الذي جعل الغرام وساقه

لهو الذي أعلاه فيكَ وفيَّا

///

أدعوكَ يا رباه فارحم مهجتي

وأعد حبيبا لم يكن منسيِّا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى