طفل سوري يحلم

سمير حماد | سوريا

 حلمت أنني  وردة .. 

قطفني مُلتح مُسلّح برعونة، وألقاني في العراء ،

مرّ أناس كثيرون قربي، لم يلتقطني أحد ،

شعرت أنني موشك على الموت، 

ثمّ مُتُّ..

ظننت أن العالم كله سوف يبكي لأجلي، 

لكن الجميع انصرفوا،

وبقيتْ أمي وحدها تنشج فوق جثّتتي

أشباحٌ بألوان وألسنة مختلفة، حلّقوا فوقي، 

ثمّ داسوني  ومضَوا

أبي قتل، وأمي قتلت، 

وكذلك أخي وأختي

ومع هذا يصرّون على قتلهم ثانية …وثالثة ….

بكيت كثيرا حين ماتت جدتي

لكنني  شعرت بسعادة.

عندما  تيقّنت بأنني مازلت حيّاً

هذه الحرب جاءتنا بثعابين  من كل لون ، 

وجاءتنا بهواء  قذر ، 

وبالكثير من الفقر ، 

ماعدا السلام، انتظرناه طويلا ، ولم يأت …

لو كنت أنا المطر ، 

لتوقفت عن الهطول ، 

حتى تتوقف هذه الحرب

كم أتمنى لو كان باستطاعتي، 

أن ألوّن الناس كلّهم باللون الأخضر،

 حتى  لا يقتتلوا ثانية ،

ًوإلى الأبد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى