حديث الذكريات

عبد الرحمن حسن | فلسطين

كل الذين غادروا وأغلقوا أبواب البيوت مع بدايات الصباح وتركوا خلفهم تلك المدن المتعبة، وطيور نامت في اقفاصها تنتظر لحظة الحرية لتقبل وجه السماء، وما زلنا نتلمس جدران الفرح فيسكننا الصمت والسكينة.
أمي وأنا تلك الحكاية التي تحلم بشال اللقاء الذي امتد بين الوجع ومساحات الفرح، ثوب لا ينتهي وطيف من الذكريات، أحزن على دروب كنت قد صادقتها حلمنا معا بشريط يبعث فينا الأمنيات من جديد، لكنها غابت مع أول رحيل للقوافل هذا الصباح، لن نذهب لبلاد الصقيع مرة أخرى ونعبث بكل تلك القيم الرائجة هناك، ولن تعود قوافلنا إلى يثرب لنعيد ترتيب الأولويات عند المساء، لكننا سنمضي برفقة طيور السنونو ومطر المساء وكلمات أمي التي أصبحت نشيد الأتقياء، فأنا لا أحب الوحدة فكل الطرق تؤدي إلى وجع لتتراكم أمنيات الفقراء لتعلن ثورتها من جديد، فسلام على قلوب تحدت كل أمواج الخطر و ركبت البحر اشتياقا،
سلام على وطن ما زال يسكننا رغم كل مكامن الخطر،
سلام لصباح تلاقى فيه العشاق ونزل فيه المطر،
سلاما لمن أيقن اننا نحن سنظل الأوفياء قصر أو طال الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى