حالة طواريء

هدى عثمان أبوغوش | فلسطين

غرفتي

ظننت أنّني وحدي أسكن غرفتي

وأنّ أوراقي الشّقيّة والحزينة وحدها تفهمني

وأنّ اللّيل وحده يعرف أسراري

ظننت كثيرا وخاب ظنّي

رأيتهم ذات مساء حولي

عابسات لا أفهم ما خطبهنّ 

لست أدري ما يزعجهنّ

قالت إحداهنّ في استحياء:

أنا حقيبة يدك الجميلة هل تذكرين

وقالت أُخرى وهي تبكي:

أنا ملابسك الزاهيةّ، فلماذا ما عدت تطيقين وجهي

وقالت مرآتي: يا سيّدتي لماذا تخجلين منّي

ولا تبتسمين ولا تثرثرين كما في كلّ صباح

ما عدت تسأليننّي عن لون  منديلك

أو كحل عينيّك

أو تقرئين لي قصيدة عشرات المرّات

لماذا تهربين منّي

وأنا شاهدة على حكاياك

وقالت السّتائر بلهجة غاضبة :ماذا تفعلين بنفسك

لماذا لا تخرجين

يا امرأة عرفت أنّها تحب ركوب القطارات، ومغازلة البحر، يا امرأة تسكن فقرات الكتب وتنام صبح مساء، لا تعترف بعقارب السّاعة، ماذا دهاكِ

قلت والقلب يخفق:

ما أظنّ أنّني خائنة ولكنّ زماني في حالة طوارئ

داهمتنا كورونا، كمّامة وكفوف ومعقم

وإنّني يا رفيقاتي بريئة من ذنبي

فاغفروا لي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى