لكل حقيقة كهف

د. أسماء السيد سامح | مصر

في الحقيقة لكل صباح مساء حقيقي وكل ماعدا ذلك فهو أوهام، فمساء الحب واحد، ومساء الجفا واحد، فإذا غابت شمس الحب وحل ليل الوحدة واقتربت عتمة الجفا، فكل ذلك الظلام هو في الحقيقة واحد، ويدل على شيء واحد وهو هجران الحبيب.
نحن جميعًا نعيش جزءًا من حياتنا في الظل أو بعيد عن النور.

فالوحدة أن تعيش معهم كأنك في كهف مظلم جميعنا قضى تسعة أشهرٍ من عمره من دون توثيق لا ذكر ولا خبر، ثلة من الناس أو قليل من الكل تحن كل فترة إلى خلوةٍ كخلوة الأرحام كأنه فى عالم الغيب لم يكتب له أو عليه كلمة كأنه ولد من جديد، نحنّ إلى الابتعاد والخلوه عن كل الأشياء التي قد يتحمس ويحارب من أجلها غيرنا، كالشهرة، والشريك المثالي، والمكانة الرفيعة المرموقة، والوظيفة ذات الوجاهة الاجتماعية والرواتب العالية، وكلها عند المتفردين الوحيدين عبارة عن ظلال وأوهام ومحض سراب، نحن الذين نعترف دومًا أنّنا أقل بكثير مما نعتقد أنّنا نعرف،
ماأصعب أن تعيش داخــل نفـسك وحيدا بلا صديقِ، بلا رفيق، بلاحبيبِ، وتشعر أن الفرح بعـيد؛ تعانى من جـرح لا يطـيب جرح عمـيق، جـرح عنيد، جـرح لا يداويه طبيب لكن لا تستهوينا بنفس الوقت هذه الأشياء التي يرغب بها معظمنا! ويسعى إليها بجد وجهد جهيد.
ها نحن المطوّقون بأشباح الفكر، تلك الخيالات التي تسيطر على جزء كبير من حياتنا غير المتوقعة وغير المألوفة، هي حياتنا المثالية مرسومة بل محفورة على جدران عقولنا الهشة والمغيبة بقيود الوراثة، نحن المتمردون لبعض الوقت، لكن في النهاية نحن ضحايا الصور المكرّرة، مطية وفرائس لنمطية المجتمع، نحن الذين نموت يوم يموت الخيال وشغف الخيال فينا، وإن تورمت ظهورنا من عصيّ التوجيه التي تتربص دومًا بنظراتنا الشاردة فتستردنا بصدمة تعيدنا إلى واقعنا من جديد!
لأن الجميع حولنا يصر على أنّ الفرح حقيقة فمنا من تقع وهى لاتعلم ولا تدرك فخ هذه الضوضاء في سنٍ مبكرة،
ما أصعب ان تتكلم بلا صوت أن تحيا كى تنتظر الموت ما تصعب ان تشـعر بالسأم، فترى كل من حولك عـدم ويسودك إحساس الندم على إثــم لا تعرفه، وذنب لم تقترفه إنّه ليس خطأ شخصيا أو فرديا، لا أحد اختار أن يولد بالكهف وحيدا ولكن هذا هو المكان الذي بدأنا منه، بدأنا جميعًا من مكانٍ مؤلم وصعب وصار هذا المكان هو محور الأرض عليه تدور عجلات الحياة لكن للأسف دون أن يعترف بذلك أحد.
هو أن تكون مع من تحبه ولكنك لاتجد من يعانقك، هو أن تسمعهم وتفهمهم ولا تجد من يسمعك ويفهمك.. ما أصعب أن تبكي بلا “دموع” وما أصعـب أن تذهب بلا “رجوع “، وما اصعب أن تشعر .. ” بالضيق” وكأن المكان من حولك “يضيق “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى