مُقْتَطف من دُروبُ الروحِ

علي موللا نعسان | النرويج

في هَدْأةِ الليلِ كم أَنْفَضْتُ أجْنِحَةً
نَمَتْ بخفرِ عُرى وَجْدي و أنْفاسي

///

و رحتُ بينَ نوايا الفِكْرِ أَرْشُدُها
إلى حَنايا الفُؤادِ الوامقِ الراسي

///

فَجالَ طَيْفُ أليفٍ كُنْتُ أرقبُهُ
يهتابهُ السَّعْدُ مَفتوناً بِخَلَّاسِ

///

ضوءٌ سبى في الدُّجى عقلاً و طُهْرَ مُنى
سبُحانَ من هَذَّبَ الكِرْدانَ بالماسِ

///

شدتْ على نخلةٍ أصواتُ قُبَّرَتي
فَأطْرَبَتْ في النُّهى بَوْحَ الصَّدى الآسي

///

و هاجَ وَجْهُ بلادٍ كنتُ أسْكُنُها
يَلْتاعُها العَقْلُ مُشْتاقاً بِنِبْراسِ

///

و روحُ مَبْسَمِها قد أغدقَتْ أملاً
يُضْفي جمالاً أثار الجَوْسَ في الناسِ

///

هرعتُ في لثمِها عبرَ الدُّجى ولِهاً
و رُمتُ بالوَعْسِ أفديها بإحساسي

///

فأومأَتْ لي بغمزَ العينِ راغبةً
ترجو الوئامَ و سؤلاً للهوى الجاسي

///

أين الدِّيارُ التي أغْشى النَّوى غدَها
و ضامَها من عثا أحلامَ نَوَّاسِ

///

أين اليقينُ الذي قد حاس أفئدَةً
تصبو إلى مِنْحَةٍ منْ قَدِّ ميَّاسِ

///

يا لوعة الروحِ إن النفسَّ قَدْ هجرتْ
مَشاعِراً زَهِدتْ عن شرِّ خَنّاسِ

///

إذ حاكَ إرهاصَها صَبْرٌ وشى يَدَها
تألقاً في الهوى و جوداً بطوّاسِ

///

أينَ ابتسامةُ طفلٍ كان يمْنَحُنا
طُهراً يُحيلُ لنا مرحىً بأكداسِ

///

أينَ الترابُ الذي أثْرى عُرى وَطَنٍ
حابى تُخومَ الهدى شوقاً لأعْراسِ

///

يا صيحةَ العَقْلِ إن الرُّوحَ قَدْ غَمَرَتْ
عواطِفاً وقَرَتْ في عَقْدِ ألْماسِ

///

إلْهامُها قَدْ سبى في سَعْيهِ شَغَفاً
وَعى بِفِكرٍ رُؤى حِلْمي و أطراسي

///

أخلاقُها قَدْ مضتْ في رُشْدِها قُدُماً
بوَصلِ شوقٍ سبى وجدانَ أغراسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى