ربَّما

فاطمة محمود سعد الله | تونس

ربما سألقي ظلي في جحيم النسيان

أريد أن أعيش وحدي..

تتجمع الخرفان البيضاء داخل رأسي

وتثغو

وتقضم أحلامي..أعشابا طرية

لا تصلح للاشتعال..

 

ربما نجحت أظافري في خمش المرآة

قد أعريها من سلكها اللامع

أجردها من سحرها العاكس

فلا تراني

ولا تريني وحدتي.

 

ربما سيرقص الحمام على إيقاع نَوْحه

ولا يوصف بالخيانة

لا يرمى بالمازوشية

ستُعلَّقُ له أقفاصٌ من ذهب

على أغصان أشجار مزيفة..

 

ربما ستطرق طبول الحزن أضلاعي

و تصفع جحافل الموت

بخطاها العسكرية ، شراييني

فلا جليدُ القطبين يذوب

ولا مثلثُ برمودا ..سيتوب.

 

ربما أنا لست أنا..وأنتَ..

لست أنتَ..ولا أنتِ أنتِ

وما نحن سوى فقاعات طَفَتْ

على سطح الذاكرة

ثم غَفَتْ..

 

ربما تيبّست أناملي

وجفّ في دواتها حبر الكلام

ستتحوّل الكتابة وشما

أو” وحمة” صورها الله في نسغ المضغة

قبل أن تتخلق..

 

ربما يتمرّد النخيل على الوا حة

تنتفض عراجين الأحلام الطازجة

وتحمرُّ عيون الشمس

شهبا في وجه خفافيش الظلام

هاتفة..النخل يريد

النخل

يريد

النخل

يريد…

ربما.أغفو فلا أصحو

ربما أحلم

ولا حلم يتحقق

ربما…ربما…ربما.

 

فاطمة محمود سعد الله/تونس16/5/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى