جرح لا يكفُّ عن الحياة!

د. أحمد جمعة | مصر

لم يكن جرحك الأول قطع حبلك السري؛

لأنك بالأصل كنت الجرح

الذي تقشّر من رحمه قبل أن ينشف

فخرجت مبللا بالدم،

الآن تعرف جيدًا لماذا صرخت

ولماذا كانت أمك تطلق!

وُلِدت جرحًا

ولهذا أول ما فعلته أمّك

حين قشّروا رحمها عنكَ

هو الحضن؛

الحضن أول ضمادة صنعها الرب

وكان المطهّر أبيض

قبل أن يربي الحب في الرجال

القتل،

فلذا ملأتك أمّك بالحليب!

فجأة كبرت أيها الجرح الغائر

وصرت قادرًا

على إنتاج جروح أخرى

أعمق

وأكثر كبدًا!

تصير أنت أيها الجرح

ضمادة لجرح

داخله جرحٌ حصيلة جمع جرحين،

ثم كلاكما تصبحان ضمادات متفانية

لجرحٍ لا يكف عن الحياة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى