أدب

حياة معطلة

مها دعاس | ألمانيا

البلاد المتدثرة ببردها كخيمة لجوء كبيرة

تظن أنها بيت

وكقلب لاجىء تجمّد من شدة صقيع

بلادٌ يحسبها وطناً، وتحسبه كائناً طفيلياً

البلاد التي لم تعد تشرق فيها الشمس ولا الأمل

يدق أبوابها حتى لايرتكب إثم المحاولة وجريمة الصراخ

ثمة فرسان قالوا “لا “، وهم يحاولون فك لغز الشروق المحفور على أبواب دمشق المغلقة في وجوههم، اللغز المنقوش بالدم الذي لا يستكين ولاينام…

ولأن الضوء لم يعد يزورها، تألفها الظلمة بينما تتعثر الدروب وهي تسير تحمل بيوتنا على أكتافها ، تميمة سرية للعودة…

بعد أن عجزت عن التنفس في وجه العفن المتراكم، ماتت حواسها ببطىء…

الساحات التي ثارت مرة من أجل الحياة، والشوارع الخالية من أهلها في المدن الباردة، تعرف اسم القاتل الراعي الأول لكل موت جاء كنتيجة لا كسبب…

اسمه المختبىء في صمت الأنقاض

على أبواب الخيام وأظافر البرد

زوايا الأزقة، والحارات، والمقاهي المقهورة تلعنه

وتحفظ صورته المعلقة على الجدران

كيف تحولت المدن بعد أن نخر عظامها البرد إلى حياة معطلة ؟

أليس سؤالاً يستحق الإجابة !

لكن الكلمة حبل خشن والصمت مقصلة !

والرغيف إله

لا أمل في حكايتنا

سوى ما ترويه مفاتيح بيوتنا وحكايانا التي حملتها الريح في كل طريق، دفنتها تحت كل صخرة، في كل غابة، وموجة وقبر دليل على الجريمة…

لو زرعنا مكان كل حكاية وردة، لأصبحت الأرض كوكباً من الورود الحمراء بطعم دمنا

بينما ملائكة بأجنحة يحومون حولها، كانوا أطفالاً تصاعدت أرواحهم إلى السماء ليخبروا الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى