نصٌّ ولوحة: مَنْ ذا يبارزني

شعر ورسم: د. غزوان علي | العراق

مَنْ ذا يبارزني مَنْ ذا يجــــاريني

يطيرُ فـي نفخــةٍ منِّي إلى الصِّينِ

إنَّ الشَّياطينَ تخشــاني وترهبُني

حتَّى كــأنِّي أنا مــوتُ الشَّـــياطينِ

لـو رامَ ابليسُ يومـاً أنْ يناجزني

تركـتهُ أعـوراً فـي ذلكَ الحينِ

تبًّا لـوغـدٍ أرادَ اليومَ مثلبتي

وكانَ أقصى مناهُ لـو يسـاويني

وما أبالي لسهمِ الصَّعو يقصدُني

إنَّ الصِّغارَ صغارٌ في مـوازيني

ولو سعى جاهلٌ للحربِ يطلبُني

ألفيتهُ صـاغــراً مثلَ البزازينِ

لمْ يكفني ذلُّهُ أشبعتهُ وجعـاً

فانصاعَ قزماً بتقريضِ السَّكاكينِ

وأركبُ الصَّعبَ في السَّاحاتِ أمحقهُ

ما كانَ للصّعبِ يوماً أنْ يناويني

وكنتُ أسرعَ مِنْ صوتٍ وصائلةٍ

عندَ المجاراةِ يخزى مَنْ يجاريني

وكنتُ أسبقَ مِـنْ سهـمٍ وطائرةٍ

وكنتُ في الحـربِ طلَّاعَ الميادينِ

كلُّا لحـــوادثِ قد دوَّختُها ســلفـاً

حتَّى الرَّزايا تحاشتْ أنْ تعاديني

فلي مِن الشِّعـرِ أبياتٌ مخّلـــدةٌ

في الفخرِ تسمو على عزِّ السَّلاطينِ

تطــاولُ النَّجمَ في عليائهِ أنَفـاً

في كبرِها قد تسامتْ كالشَّواهينِ

حسبي مِن الفخرِ أنَّ الشَّعرَ معجزتي

ألقــيهِ كـالنَّارِ مِنْ أشـداقِ تنِّينِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى