ومِن النَّصب ما قتل

سمية صالح الجعفري

لقد أضحت السوشيال ميديا من أسرع وأخبث أدوات النَصْبْ العالمية والمحلية.. وسأعرض هنا صورا لأهم حالات النصب التي يتعرض لها شبابنا من الجنسين فكونوا شركاء لي في التوعية بمخاطرها
أتعلمون يا أحبتي، لقد كان لي يوما ما صديقة على الفيس بوك وأحببتها كثيرا، وذات ليلة قرأت خبر نَعْيها، وتألمت بشدة وذرفت الدموع عليها، وبعد وقت ليس بالبعيد علمت أنها لم تمت وكان خبر وفاتها إدعاء وكَذبا، ولم يحدث ذلك معي فقط، بل حدث مع الكثيرين، حتى أصبح إدعاء الموت وزهق المشاعر لُعْبة إلكترونية يجيدها كثير من المحتالين.
وهناك كثيرون يستغلون المشاعر البريئة والطاهرة، للفتيات ويبادلونهن الكلمات الرقيقة والعذبة، والوعود البراقة بالزواج، وبعد أن يَمَلً منها الصديق المزعوم يهملها ويتهرب منها ويذهب لأُخرى، بعد تُنتهكْ برائتهن من بين براثن ثعالب غَدِرة.
وهناك من يقيم علاقات افتراضية مُخلة، ويحتفظ بصور وفيديوهات لامرأة أوفتاة عذراء، ويبتزها ماليا، ثمنا مقابل سترها وعدم فضحها. وهنا لا أقول إن أفعال الأنثى صائبة، بل مُخطئة، لكن ليس من حقك أن تبتز امرأة و تتلاعب بسمعتها..
أتعلمون أن هناك شبكات مُخلة على السوشيال ميديا، قد تجر الفتاة لتكون جزءا” منها بملء إراداتها، وهناك من تجد نفسها وقعت فريسة لها وهي مُغيبة..
وهناك من تعرض نفسها وتبيع جسدها وفتنتها وتضع قائمة بالأسعار التي تختلف قيمتها من مُحادثة هاتفية إلى مُحادثة فيديو أواجتماع حقيقي، ولكلٍ خدمة الثمن المناسب.
وهناك من يستدرج الشباب، ما بين فتيان وفتيات، ليجدوا أنفسهم ضحية لشبكة كبيرة في سرقة الأعضاء.
وهناك من يتلاعب بأحلام شباب لديهم موهبة خصبة، ويوهمهم بنشر أعمالهم من خلال إصدار كتاب أو النشر على المواقع الإليكترونية، ومن وراء ذلك يتناول دعما ماديا من هيئات ودور نشر مختلفة، وتُلقى الأعمال في سلة المُهملات، أو ينسُبها لنفسه ويسرق إبداعهم أو يبيعه لغيرهم.
أتعلمون أن هناك صحفا غير مرخصة محليا أو دوليا تَنْصُبْ علي الشباب المتطلعين للعمل بالصحافة، وتأخذ منهم مقابلا للتدريب وتجعلهم يعملون لشهور دون مقابل، ثم تتخلص منهم وتطردهم لو أصروا على الحصول علي أجر ..
وهناك جهات تُوهم الشباب بالحصول علي بطاقة العمل الصحفي، وتزيف لهم بطاقات غير معترف بها ولا تتبع أية نقابة صحفية ويتم ذلك من خلال إعلانات على السوشيال ميديا، وما هي إلا مصيدة تُلقمْ بطُعمْ دسم للنيل من أحلام الشباب، وهناك نقابات وكيانات ومراكز تدريب كثيرة تمارس النَصْبْ ما سبق الإصرار دون وازع أو خوف من رقيب..
وهناك من يَنْصُبْ بإسم الدين، فيكتب الفتاوى التي لا تمت للدين بصلة، ويُبيحْ المُحرمات و يؤيد الحُريات المناقضة لكل الأديان، ويتخذ من التحدث بإسم الدين سلعة، وكل مُبتغاه الشُهرة.
وهناك من يَنْصُبْ بإسم الفقراء، أصحاب الصفحات الدسمة، فيسطرون بوستات عن حالات حرجة، أو حاجة عروس لأشياء عينية، وأمثلة أُخرى كثيرة وتنهال عليهم التبرعات، لتصُبْ في جيوبهم الخاصة.
وهناك صفحات للزواج يرتادها رجال ونساء، منهم الصادق أو يبحث فعلا عن شريك حياة مناسب، وتكون هذه المصيدة شائكة، الضاجة بالصور الكاذبة والمعلومات المزيفة التب لاتمت للحقيقة بصلة، وهناك سيدات تكيد المكائد وتضعن صورا لفتيات جميلات وليست صفحاتهن إلا واجهة، وأنتم تعلمون جيدا” أنْ هناك برامج تحول القبيحة إلى فاتنة جميلة في لحظات فيهيم الشاب بها عشقا وحينما يقابلها حقيقة، يكتشف أنه وقع ضحية نَصْبْ من خلال صورة ومعلومات كاذبة.
أنا لا أعيب المرأة إن كانت قبيحة أو جميلة، فذلك لا ينتقص منها شيئا إنها خَلقةْ الله الكاملة، ولكن لماذا تدعين أيتها المرأة ما ليس فيك ولا تكونين صادقة المظهر والمخبر؟!
وهناك من يَنْصبْ ويبيع لك سلعة فاسدة، بأضعاف الثمن، وهناك من يستغل حاجة الشباب للعمل، وينشر إعلانات كاذبة، فيذهب للمقابلة فيجد أنه قد وقعت في مصيدة النصب الكبرى..
وأكثر أنواع النَصْبْ قُبحا؛ النصب بإدعاء الإنفتاح ونشر الأخلاق الفاسدة، والادعاء بأن احتشام المرأة بدعة، والتعري دليل تحضر وانفتاح المرأة، وكلما تكشفت وأظهرت من جسدك أكثر زاد المتابعون والتهبت نار الشُهرة.
عزيزي القارئ احترس.. إنهم يتلاعبون بعقول الشباب وينشرون الفكر المُنحلْ من خلال السوشيال ميديا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى