طلَقاتٌ موجّهة  إلى عقولنا

د. ناديا حماد| سوريا

لمن يُراقب ما يُعرَض الآن في الإعلام الخليجي وخاصة مشهدية الدراما الخليجية في شهر رمضان يلاحظ أنها تتقاطع مع صفقة القرن التي حصلت قبل عام؛ إذْ دخلَ صنّاع الدراما على هذا الخط ووضعوا ثقلهم على شبكة mbc السعودية مستغلين/ شهر رمضان/ لبث مزيدا من السموم عبر  الدراما واللّعِب على المغالطات التّاريخيّة سعيا للعبور نحو بوّابة التطبيع المباشر مع الاحتلال الإسرائيلي ومحاولة أنسنته .

وهاهي القنوات الإسرائيلية تشيد وتفرح لما يحصل، والنقاش بين القنوات الإسرائيلية وبينهم شغّال على كل الأصعدة …

لاشكّ أنّ الماكينة الإعلامية الضخمة هي ملْعَب الطبقات الحاكمة في حربها الدائمة في السلم والحرب لتغيير وعي المحكومين ولتأكد هيمنتها بموازاة مؤسسات المجتمع المدني الوليد . أي أنّ السلطة تتحكم بمفاتيح الحكم الأساسية (الدّين الرّسمي ، والمدارس و الجامعات  والصحافة و الثّقافة)؛ وهي أساس الهيمنة.

إنّ استثمار آل سعود ودول الخليج كل تلك المليارات لتأسيس المنابر الإعلامية والصحفية لم يكن عبثا؛ بل كانت بتوجيه أمريكي منذ البداية لتوظيف هذه المنابر الأكثر تأثيرا في تغيير الوعي العربي وتوجيهه ليخدم الأجندة الأمريكية في الحرب الطائفية ومن ثم في التطبيع العلني مع إسرائيل.

تظهر الآن بعض المنصات الافتراضية المناهضة للتطبيع من أكاديميين ونشطاء سعوديين وخليجيين يحاولون تعرية ما يحصل من تشويه للوعي التاريخي و تقسيم للصف المعاصر للقضيةالفلسطينية، ومحاولة فضح الوجبات المسمومة في الفضاء الإعلامي السعودي والخليجي بشكل عام….  لكنّها تبقى محاولاتٍ فردية لخوض معارك إعلامية دفاعية غير متكافئة ضد الطلقات الغادرة الموجّهة إلى وعينا وعقولنا.. جميعا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى