نداء تحت المطر

محمد حسين | كاتب فلسطيني – دمشق

حبات المطر المصلوبة على حائط الصقيع تسرق وجه فنجان قهوتي، تحملني فوق ضجيج الرعد، تكتب على صدر الليل الخائف عبارة الغد المجهول.كنت أنتظر شغب تلك العابثة بقلمي لأتخلص من بعض الكوابيس التى داهمت أوراقي فجأة، كانت تنتظرني لترصد إيقاع أدخنتي المزاحمة لغرف الإغلاق التي احتمي بها من حرارة الأمنيات، حدثتني عبر أثير السماء المفتوحة في تلك اللحظات عن جثثا تركض خلف أضواء المدينة، أجنحة تحمل أفواها عند مقصلة الرغبات العاجزة، عن حب دس يده في حقيبة ليسرق نقوداُ، لكنه وجد بقايا أحلامٍ فضربها بفأسه ومضى يبحث عن أخرى.
انتاب قلبي صمت اعتقدت أنه غادر إلى مكان آخر صرخت عليه: – لا تتوقف أيها الأبله هكذا يريد الليل المسربل بالبكاء؛ هكذا يريد النهار المقيد بحبلٍ في حظيرة المواشي.
– من أين أتيت أيتها الصاعدة من جفن البنفسج لتعيدي تشكيل طاولتي؟
– أنا غيمة قذفني نصلٌ بارع إلى رحم السماء لأمطر فوق الجثث المخطوفة والمسلوبة والمدجنة في علب الخوف؛ أنا لست أوصافاً كاذبةً يتغنى بها المكبوتين والمهووسين وأنصاف الرغبات العاجزة في متأخر العمر.
اذهب إلى جحيم ليلتك المزينة بالطرابيش ، ارقص معها حتى النفاق الأخير وانتحب أمام وجه الصباح، اضرب بيديك عطرك القانىء، رغيفك العابس، اسمك البائس. وارقد بهدوء انتظر موتك المؤجل.
أو اذهب معي فأنا أيقونة تضيء جلد الليل، تشهر قرص العباد في وجه الريح وتمضي تعانق الأجمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى