بلا ” سلمان داود محمّد “

عبد الرزّاق الربيعي

اللافتة التي خطناها
في تأبينك
لم تُخط جرح رئتك النازف
في “وحشة الطريق”
///
الأصوات التي ارتفعت في مأتمك
كانت أعلى من نداءات الاستغاثة
التي أطلقها السعال
لنجدتك
حين أحجم الهواء الضال
عن دخول رئتيك
///
القبر الذي حفرناه لك
كان أكبر من سرير بمستشفى
كثيرا ماحلمت
أن تريح على صريره
فقراتك الكليلة
متوسّدا كلمات
معجونة بروائح الديتول
والدموع
///
الحسرات التي أطلقناها
على غيابك
كانت كافية بمدّ
أعشاب صدرك الذابلة
بأوكسجين لانهائي..
///
كلمات الرثاء التي كتبناها عنك
كانت أكثر من حبّات الدواء
التي كانت ستقصّ جناحي
ملك العذاب
قبل أن ينقضّ على ( علامتك الفارقة)*
أيّها المدمن على “حبُّ الموسيقى
وساحة الطيران
فصيلة دمك (باب الشيخ)
وعندك من الشظايا
ما يجعل النهار مرقّطاً”
///
لكنّنا…
تركناك وحيدا
أيّها النبيل
تصارع الوحش
أما نبلاؤك المفجوعون
فقد عادوا
إلى بيوتهم
منكسرين
بلا مواعيد
ولا قصائد
ولا “سلمان داود محمّد”
___
إشارة لديوان الراحل سلمان داود محمّد ( علامتي الفارقة) ١٩٩٦والمقطع تحوير لواحد من نصوصه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى