أدب

 سنا الخُزامى

فايز حميدي | شاعر فلسطيني مغترب

-١-
يا أميرةَ الحُضور والغياب
يا شَمساً ربيعيةً أشرقتْ في بلادِ
القرِّ والضَّباب
عَيناكِ مَنازلَ الزَّعفرانِ وَمدائنَ الوجدِ
وظلَّ الرَّبيع
وقلباً يفيضُ بالنُّورِ على المبسمِ
يَا شَذا اليَاسمين وسنا الخُزامى
والصَنوبر العَتيق
يَا عذبةَ الثَّغرِ أسرْتِ الفُؤادَ
فأمسى يَجرُّ الخُطى في المَغيبِ اللهيفِ
قَلبي الشَّريدُ يا سوسنةَ العُمر
فدائياً من الجُرح البَعيد …
يَتأرجحُ على هَاويةٍ في وحشةِ الدُّجى
يُعاركُ شَظايا المَنافيَّ وشَبح الرَّصيف
الأيامُ تَرتحلُ وَضياؤها يَخبو
وَمدى الرّؤية يَغشاهُ السّوادُ
وأشجانُ الغُروب …
التَّوقُ يَتوقدُ بي وَيُولمُ للسُّهد أجفاني
والحنينُ يَصلبُني
ومَطرُ الحُزنِ يُشقيني
أعيدي ، أعيدي لقلبيَّ اشراقهُ
فما زالَ آسٍ يَجمعُ أشتاتهُ
على مَمراتِ الحَنين وَتخومِ الصَّمت
وَحرائقَ الذَّاكرة …
-٢-
يا أميرةَ الحُضور والغيابِ
هُناك في حيِّنا صَرخةُ القَلب
وكلُّ ما فيهِ ينزفُ زفرةً وأنين
هُناك في وَطنِ الحَنين اوراقَ ذاكرةٍ
وسرُّ الخَصبِ وبدء التَكوين ..
وظلمةٌ تفردُ جَناحيها
وكلٌّ يهيمُ في وجومِ
هُناك حُطاماً ملئوهُ وَطناً
وأطلالَ الخَرائبِ
وَدمُّ البُرتقال الحَزين
أمحَلَ الصَيفُ وَانطفأ الرَّبيعَ
وَمرايا العَتم تَلتهمُ الصَّباح …
وضباب الشوارع وظلم السنين
أهٍ يَا زمانَ التيهِ والتاريخَ المُعَمى
ليلٌ الأقدارِ تَعلو بالوضيعِ
سَأنادي يا فتاتي ملئَ حُنجرتي
هَذا دَمي المَشبوح
هذا دَمي المَسفوح
سَنجعلُ يَوماً وَمضةَ الحُلم تنبضُ
سحابةٌ تمتدُ بينَ الماءِ والمَعنى
ولنْ نَنسى
ولن ننسى ..
-٣-
يَا فَاتنتي …
لَهيفةٌ عَيناكِ والحُزن غائرُ
أنتِ مُلهمتي ونورسَ لَهفتي
وَكوكبي الدُّريُّ في لياليَّ المُعتمه
كٌلما التَقيتكِ يَخطِفُني الصَّمتُ
وَيفكُ قًلبي أسَاورهُ
ويبحرُ في فضاءِ عينيكِ وَيُسمعكِ حَنينهُ
بعين قلبيَّ يَا فتاتي
أبصرُ في مُقلتيكِ رَحيقَ عُمري
ودفءَ قلبي مرةً ثانية ..
-٤-
يَا فاتنتي وكلَّ روحي
أنتِ عُشبُ الأماني وَندى الحَنين
وطائرَ حُبيَّ اليَتيم
مَضى زمنٌ
فقيرةٌ هي المَساءات
مثلَ شريدٍ تُدثرهُ الذِّكريات
مثلَ الرَّحيل ..
يَقولُ الغيابُ :
حُروفي تائهةٌ من غيرِ عَينيكِ
وخِواءٌ باردٌ يَعبرُ يَومي
والطريقُ المُعتم يُدحرجُني
وَخمائلي عَطشى
توقٌ
وشوقٌ
ولوعةٌ
وأنتِ الطلُّ والظلُّ
وأنت النَّدى
وهذا الجَذل الشّفيف
متى يَا عسليةَ العَينينِ يُضيءُ الوصالُ
وَصحارى الرّوح تَعشبُ؟؟؟ .

القدس الموحدة عاصمة فلسطين الأبدية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى