من الذكريات.. عدالة الصحابة (1)

رضا راشد | باحث بالأزهر الشريف

عشنا ردحا طويلا من الزمن نجنى ثمرات طيبة لبذرة طيبة غرسها علماء أجلاء تجافت جنوبهم عن المضاجع تعليما للشباب أصول عقيدتهم …حتى أثمر غراسهم صحوة إسلامية تجاوبت أصداؤها في جنبات الأرض  شرقا وغربا ماثلة في فتية آمنوا  بربهم على بصيرة فامتلأت قلوبهم يقينا بسلامة منهجهم فكانوا من هذا اليقين في حصن حصين من أن تنتاشهم رياح الشك التي تهب على العقول من آن لآخر  .

ومادت بنا أرض  الخيال حتى توهمنا أن هناك أمورا غدت من الثوابت التي لا يختلف بشأنها عالم أو  جاهل ، ولكن خاب ظننا .فكما تتخلل الحشائش الضارة النبات النافع فتمتص غذاءه وتزاحمه في أرضه  فتزحمه وتنال منه ؛فكذلك نبتت نابتة سوء تخللت هذا النبات الطيب ،اغتذت على بقل خبيث  فتسممت عقولها فظنت السراب ماء  ،والثرى ثريا ، فراحت تنشد نجاتها فيما فيه الردى .فضلت وأضلت ، وهلكت وأهلكت ؛لأنها تقمصت قميص زور  من ثقافة فاسدة ،وفكر مغلوط ، وتشبعت بما لم تعط من  معرفة مدعاة لا ساق لها ولا قدم …..وإذا الثمرة المرة مرارة الحنظل  لنابتة السوء هذه أن ما كان بالأمس راسخا ثابتا قد غدا اليوم مزعزعا ومحلا للنقاش ، وبات من كان  إذا تكلم بالأمس  أعرض الناس عنه لتناقضه بما يشبه كلام المجانين ..بات اليوم يسمع منه وينصت له .. وما (ميزو) و(إسلام البحيري) منا ببعيد، وستعدد نماذج (الميزوات والبحيروات) ما وجدت الأرض  التي أنبتتهم والمناخ الذي نماهم.

وإن مسألة عدالة الصحابة من هذه المسائل؛ التى كانت من قبل من جملة ثوابت هذا الدين في هذه الأمة  المحمدية؛ أهل السنة والجماعة ..ثم تسللت خلايا متطرفي الفكر الشيعى إلى عقول الشباب من ثغور كثيرة أهمها: الجهل بمناهج كتب التاريخ؛ وما امتاز به العصر من التعجل والتسرع والتخطف في القراءة؛ ثم قلة التثبت وما تنطوي عليه القلوب المريضة من محبة الاتهام تسويغا وتبريرا لانحرافها وانحلالها=فأمست مجالا للجدال وموطنا للمراء والنقاش

وإلى الله المشتكى .. والحديث ذو شجون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى