يُحكــى أنَّ   (2)

بقلم: سليمان دغش

Musa Celik الفنان التركي المبدع

يُحكى أنَّ عَناةَ الكِنعانِيَةَ، ذات العَينينِ الزّرقاوينِ

بِلونِ البَحْرِ الساجِدِ قدّيساً عندَ أصابِعِ قَدَمَيْها كانَتْ تَتَشَمَّسُ

عارِيَةَ الروحِ على شاطئِ حَيفا

يَعشَقُها البَحرُ وتَعشَقُهُ فَيُعَمِّدُ كلَّ صباحٍ قَدَمَيها بمِياهِ المُتَوَسِّطِ،

تؤنِسُها دَنْدَنَةُ المَوجِ على قَدَمَيها الحافِيَتينِ كَلوحِ بيانو

بمفاتيحَ منَ الألماسِ المَطلِيّ بماءِ الياقوتِ على شمعِ أظافرِها،

فَلِمَنْ تُسْلِمُ مِفتاحَ الصولِ عَناةُ وسُلَّمها الموسيقيَّ سوى للبَحرِ؟

فلا موزارتَ ولا شوبانَ ولا بتهوفن يُتقِنُ أوركسترا البَحرِ على قَدَمَيها

حينَ يفيضُ البلورُ من كريستال الساقينِ إلى شفةِ البحرِ المحمومِ بفيضِ النور العالي،

ثمّةَ سرٌّ لا يَعلَمهُ غير اللهِ فأوحى للبَحرِ يُحاصِرُ خاتَمَ خاصِرِها

ويُقَبّلُ كلَّ صباحٍ سرَّتها البكرَ على شكلِ محارةِ بحرٍ تُدعى يافا

كمْ هامَ البَحرُ وهمَّ بها، أثمَلَهُ عطرُ الليمونِ يُطَوِّقُ تاءَ التأنيثِ

تجلَّت كالأيقونةِ في سُرَّتِها العذراء كنرجسَةٍ لم يلمَسها غير شعاعِ الشمسِ

تهادى عبرَ حبَيباتِ الطَّلِّ إلى مَيسَمها عندَ الصُّبحِ وأسرى

تحتَ وشاح الليلِ يَهِشُّ النّجَماتِ إلى مخدَعِها

لمْ يَزَلِ البحرُ كعادَتِهِ مذ كانَ اللهُ وكانَ البحرُ يحاوِلُ عبَثاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى