هنا يا رفيق تمامًا

شعر: محمود مرعى

 

في الساحة الحمقاء

خلف جداول الأمل القديم

التقينا

هبت الأزهار تنشد

ما تبقي من أريج الحب

تلقى على الأحلام بهجتها

التقينا

والغروب صديقنا المنسي

يُفسح للأحبةِ

موطئًا

ويغازل القمر المضيء ونجمة

كيما يطول الليل

أسررت للشطئان

لموجة كانت تبث الوقت

بهجتها

لسربٍ من الزرزور

أرخي هدبه واناخ قربا

لبرزخٍ كانت أيائل حينا

تحتاط حين عبوره

وغمرت ما في التيه

من وهجٍ

فلمَّ انفصلنا

ولمَّ الدموع تحاصر الوديان

في الشط القريب

عبثًا طرقت الباب

فانفلق الصباح

ودثرتني صيحةٌ

كانت تخبئها المشيئة

اترك الأحلام رهوا

يا رفيقي

فالجبال هناك تعرف

كيف يصطاد الخيال غزالة

ولمن ستغفو برهة

وتُساءل الأحلام رفقته

وتهوي في حصونه

النهر

آخر كذبة في لمحة التأويل

أنطقَ مهرة

وانساب في أثر البغايا

الريح تعلم يا رفيقي

أن حرفين استقرا

في جحيم الصمت

وانصهرا

استباحا

كل مَنْ أسراه

في غسق المجاعة

أضرما النيران

في الأسماء والأوصاف

فاستعرت

قلوب السرو

وافتتن الجحيم

وعادت الأسماء

دون الوصف

والتهبت شفاه الوقت

وانكفئت

فمتي تعود وسادتي

بيضاء دون هزيمة

ومتى يضم الباب

همسة طارقٍ

كي يستمد فتوةً

ويغلق الساحات

في وجه الغروب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى