حَصْرِيَّةً لا شَرِيكَ لَها

‏تركي عامر‏| فلسطين

أعِزّائِي المَجانِين،

هٰذِهِ قَصِيدَةُ نَثْرٍ حافِيَة

عَلى بَلاطِ حِبْرِيَ الحَزِين.

لا وَزْنَ لَها إطْلاقًا،

لٰكِنَّها بِصِحَّةٍ وَعافِيَة.

قَدْ تَعْثُرُونَ هُنا أَوْ هُناك

عَلى بَعْضِ قافِيَة،

لِإِرْضاءِ آذانِ الرّاغِبِين.

بِخُطًى تُدِيرُ الرُّؤُوس

وَلَوْ كانَتْ هٰذِهِ مَدْحُوشَةً

في غَياهِبِ الكِتاب،

بِخُطًى تَسْرِقُ العُقُول

وَتَرْفُضُ التَّفاوُضَ عَلى إعادَتِها

إلى أهْلِها المَسْرُوقِين،

بِخُطًى تَخْطَفُ القُلُوب

وَتَرْمِي بِها لِتُجّارِ أعْضاء

يَبِيعُونَها حَياةً لِلدّافِعِينْ،

بِخُطًى تَهْتَزُّ لَها الجِهات

لِتَصِيرَ هٰذِي جِهَةً واحِدَة

حَصْرِيَّةً لا شَرِيكَ لَها،

بِخُطًى كَأنَّها مَعْزُوفَةٌ

مَسْرُوقَةٌ مِنْ أورْكِسْتْرا السَّماء

تُعِيدُ تَعْرِيفَ المُوسِيقَا

وَتَسْمِيَةَ بُحورِ الشِّعْر.

بِعَيْنٍ حالِمَةٍ مُجَرَّدَة

يَراها شاعِرٌ مُتَسَوِّل

تَتَقافَزُ عَلى الشّاطِئ

كَأَنَّها حُورِيَّةٌ خارِجَة

مِنْ كِتابِ أساطِير

ما زالَ يَأْكُلُ حَلاوَةً

بِعُقُولِ المُدْمِنِين،

كَأَنَّها شَلْخَةٌ خارِجَة

مِنْ مَجَلّةِ أزْياءٍ فِرْدَوْسِيَّة

تُرَوِّجُ لِفَساتِينَ أَهْمَلَتْها

نَجاةُ الصَّغِيرَة،

بِخُطًى مَدْرُوسَةٍ واثِقَة

تَتَقَدَّمُ نَحْوَ البَحْر

تَغَمِسُ قَدَمَيْها في الماء،

يَشْهَقُ البَحْرُ مِنْ أقْصَى الأدْرِنالِين

يَكادُ يُغْمَى عَلَيْه

لَوْلا بَقِيَّةُ رِيحٍ لا تَشْتَهِيها

سُفُنُ المُتَنَبِّي،

عِنْدَها يُؤْمِن

أنَّ مَشْرُوعَ التَّحْلِيَة

سَيُخْمِدُ إلى الأبَد

أيَّ حَرْبٍ مُحْتَمَلَة

عَلى الماءِ في

كَوْكَبِنا الواحِدِ الأحَد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى