معالي المثقف ورفض المؤامرة

أشرف حشيش | فلسطين

الفكر الطري الناعم العطوف اللطيف يرفض بشدة موجة إيقاع المؤامرة ويولّف باتجاه معاكس (متى متى نتحرر من عقدة المؤامرة؟) يا سلام يا سلام.

ألم تكن سايكس بيكو مؤامرة؟!
ألم يكن وعد بلفور مؤامرة؟!
ألم تكن الحدود الهندسية مؤامرة؟!
ألم يكن اقتطاع لواء الأسكندورنة وضمه لتركيا مؤامرة؟!
ألم يكن القصف الدموي على بغداد مؤامرة ؟!
ألم يكن الانقسام الفلسطيني مؤامرة؟!
ألم يكن تهويد القدس مؤامرة؟1
ألم تكن الثورات المشبوهة مؤامرة، والانقلابات مؤامرات؟!
ولم تكن _ من قبل _ الشعوبية والمزدكية والبويهية والحروب الصليبية، وتسليم مفاتيح غرناطة التي ما زلنا نعيش السقوط منذ سقوطها، لم تكن كل هذه مؤامرات؛ بل كانت ملاطفات ومبادرات إنسانية!!

ربما ستفهم المؤامرة _ يا معالي المثقف _ بعد انقراض العنصر العربي وبعد حمولة عشرات الأطنان من المؤامرات أننا نعيش عصر مؤامرة بامتياز، فالليالي متآمرة، والضحكات الصفراء متآمرة، والشعر الغجري المنثور متآمر، والألحاظ متآمرة.
معالي المثقف لم تستطع أن تجعل من فكرك قنديلا ينقذك حتى أصبحت جزءا من عتمة المؤامرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى