غياب

مروان عياش | سورية

في شبه الكرةِ السائلة
تَتمسكُ بحارٌ بما بقيَّ من حدود
الشواطئُ لا تجيدُ مستقبلاً
حاضرُهُا الأخرس
يَلهو بأعضاءٍ شُبه تناسلية
أسئلةٌ فَقدتَ جاذبيتَها
تَشظتْ إلى مفرداتٍ مبهة
يلفظُها الدورانُ حولَ الدورانِ خارجَ العقل
والكلماتُ الرقيقة
شَكلتْ أرخيبلاً شعرياً
غير صالحٍ لهواياتِ الغوص
بعضُ الأمواه إيقاعاتٌ ملولة
هَمهماتُ رأسٍ جنائزية
تَهطلُ في ذكرى مولدِ نبعٍ
لم يعدْ مقدساً
في عالمِ المَمزوج
لا برزخٌ بين الأحمرِ و الأبيض
هذا ملحُ الجراح
وهذا عذبُ الخيـال..
ولا نوارسٌ تُحلقُ على الحياد فوقَ مراجيحِ البحار
يَصفنُ الجاري قبلَ النزوحِ في الغيابات
أيُّ مآلٍ هذا المآب..
أيُّ عدمٍ و إنتهاء…
أَيُّ ذاتٍ لا تَبقى أَنا..
أيُّ ماءٍ يَلبسُ النهرَ حين يطمسهُ المحيط
ما أحزنَ المزجَ بين اللونِ واللونِ بالإكراه
كالحرفِ المنزوعِ من ثدي الصـحراء
ليُفطمَ في أحضانِ إتلانتس
كتاباً مبعوثاً للأعماق..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى