غَريباً أَطَلَّ الْهَوى يا عَرَبْ

عبد الصمد الصغير | المغرب

بَكَيْـنا بِـدَمْـعٍ جَـرى مـا انْسَكَـبْ
وَ فـي صَـدْرِنـا ثـَائِـرٌ مـا وَثَـبْ

|||

وَ مِـنْ بَـيْـنِـنـا لَـمْ تَـقُـمْ سـاعَـةٌ
وَ في سَـعْيِنا غـاسِـقٌ قَـدْ وَقَـبْ

|||

فَـأَيْـنَ الَّــذي يَـــدَّعـي حُــبَّـنــا؟
وَ مَعْنى الْهَوى قَدْ لَوى قَدْ هَرَبْ

|||

وَ مَـنْ مِـنْ هُـنـاكَ رَأَى مـا هُـنا؟
وَ مَـنْ ذا يَـرانـا؟ وَ ماذا طَـلَبْ؟

|||

تِـبـاعـاً … كَــسِـرْبٍ بَـدا تـائِـهـاً
خَـجُـولاً بِـقَـلْـبٍ مُـنـاهْ الـطَّـرَبْ

|||

وَ صْبْـحي بَعيـدٌ وَ قَـدْ فـاتَـني
وَحـيـداً يُـغَـنّي نَـشـيدَ الْـعَـرَبْ

|||

وَ أَوْرَدْتُــنـي مَــوْرِداً مــا رَوى
وَ أَوْهَـمْتُ قَـلْبـي بِما قَدْ رَغَـبْ

|||

وَ كُـلُّ الْأَمــانِـي أَبَــتْ وَعْــدَها
وَ سَـيْرٌ لِـوَعْـدٍ … يَـهُـدُّ الـرُّكَـبْ

|||

مَـسـيــرٌ بِـدَرْبٍ … أَراهُ الْـمُـنى
أَراهُ اجْـتَـبـانِـي وُقـوفـاً وَجَـبْ

|||

أُنـادِي رِفـاقـاً وَ مَـنْ فـي الْعُـلَا
لِمـاذا الـذُّهُـول وَ فيـنا الْعَجَـبْ

|||

رَمَـتْـنـي طَـريـقٌ بِـهـا لَـوْعَـتـي
وَ حَتّى الرَّفيقُ لَوى وَاحْتَـجَبْ

|||

حَـثيثـاً رَمـاكَ الْأَسَـى هـا هُــنا
خَجُـولاً أَطَـلَّ الْهَـوى مِنْ حَلَبْ

|||

قَـلـيـلٌ هُـنـا … بَـيْـنَـا صــادِقٌ
كَـثيرُ السُّـؤالِ عَـزيـزُ الـطَـلَبْ

|||

يَحُـلُّ الْحَـنيـنُ عَـلى خـافِـقِـي
كَـعِـبْءٍ ثَـقـيلٍ يُطيـحُ الرُّكَـبْ

|||

فَـكُـلُّ امْــرِئٍ … يَـدَّعـي أَنَّـــهُ
تَـقِـيُّ الـنَّـوايـا عَـظيمُ الـرُّتَـبْ

|||

وَ كُـلٌّ يَـظُّـنُّ الْـمَـدى مـا يَـرَى
وَإِنْ قُلْتّ عَفْواً بَغى وَاحْـتَرَبْ

|||

وَ قَـلْبي يَذوقُ الْهَـوى مُوجِـعاً
وَ نَفْسي تَتُوقُ الْثَّرى وَ التُّرَبْ

|||

وَ بالَغْتُ في الْحُلْمِ فَاجْتازَ بِي
دُروبَ النَّوى وَالْجَـفا وَ التَّعَبْ

|||

وَ سَـلَّمْـتُ قَـلْبي لِعَـوْدِ الصِّـبا
فَـأَدْرَكْـتُ أَنِّي بِـذاتِ الْغَضَبْ

|||

لِـدُنْـيا تَسُـوقُ الْهَـوَى خـائِـفـاً
وَ أُمٍّ إِذا مـا بَـكَـتْ ضـاعَ أَبْ

|||

لَـواعِـجّ قَـلْـبـي إِذا أُخْـرِجَـتْ
تَـئِـنُّ الْـجِبـالُ يَـعُـمُّ الصَّخَـبْ

|||

مَـواكِـبُ نَبْـضـي إِذا أَقْـبَـلَـتْ
يَمُـوجُ الْمُحيطُ بِبَحْرِ الْعَـرَبْ

|||

وَصَـلْنـا لِـحــالٍ بِـهـا حَـتْـفُـنا
بِـهـا جـامِـعٌ كُـلَّ تَـبٍّ وَ تَــبْ

|||

بِـهـا بــاعِــثٌ فُــرْقَــةً بَـيْـنَـنـا
وَ حَرْفٌ تَـراءى بِما قَـدْ كَـتَـبْ

|||

فُـقْـلْـنا : عَـسَـانا كَـما يَـنْـبَـغي
عَـسَـانا نَـصُـونُ لِسـانَ الْعَـرَبْ

|||

مُخيفاً تَراءى الْمَدى في الْيَمَنْ
خَجُـولاً أَطَـلَّ الْهَـوى مِنْ حَلَبْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى