ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة (42)

محمد زحايكة | فلسطين

مصطفى أبو زهرة .. شخصية مقدسية منغمسة في خدمة اهل القدس حتى النخاع

من الشخصيات العاملة بهمة ونشاط في مدينة القدس الحاج مصطفى أبو زهرة التاجر المقدسي والناشط المجتمعي الحريص على خدمة اهل مدينته ما أمكنه ذلك. طالما التقاه الصاحب في عديد الفعاليات التي كانت تنتظم في القدس بهدف الدفاع عن المقدسيين ومحاولة مساعدتهم على الرباط والصمود .

ومن خلال احتكاك الصاحب بهذا الإنسان الهادئ واللطيف والمبتسم  والذي ” تضعه على الجرح يطيب ” كما يقال، اكتشف الصاحب نوعية هذا الرجل المعطاء الذي نذر نفسه للعمل العام وخدمة اهل مدينته في مجالات  شتى مثل ترميم الأبنية في البلدة القديمة والإشراف على المقابر  الإسلامية التابعة للأوقاف أو من خلال خدمة التجار كونه تاجرا  متمرسا طالما زاره الصاحب في محله التجاري في سوق المصرارة وأجرى معه بعض الأحاديث الصحفية التي تدور غالبا حول معاناة المقدسيين والتجار من إجراءات سلطات الاحتلال وأذرعها المختلفة  المتمثلة في البلدية والضريبة والشرطة والداخلية وغيرها من الأجهزة الاحتلالية التي لا تنتهي . حيث دفع  “أبو الأمين” ضريبة مواقفه بتعرضه لبطش الاحتلال من توقيف واعتقال وحجز حريات لثنيه عن  مواصلة طريقه في خدمة المواطنين ضمن ما هو ممكن .

والحاج مصطفى أبو زهرة يتمتع بإجماع جل المقدسيين الذين يرون في شخصيته طهارة ونقاء ونظافة يدين وصراحة ومصداقية عالية حيث يتحاشى إطلاق الوعود الرنانة في تقديم المساعدات المنشودة ولا يتنازل عن معيار الشفافية والاحقية والأولوية في اختيار من يستحق المساعدة حتى لو اتهم بالبيروقرطية وبطء العمل، وكأنه من المعتقدين بالمثل القائل ” لا تنام بين القبور ولا ترى منامات وحشة ، ” وطبيعي أن الشخصية العامة معرضة للانتقاد حتى ولو كانت حريصة على أداء مهامها على أكمل وجه  كحالة  مصطفى  أبو زهرة، فرضا  الناس غاية لا تدرك .

في الأسابيع الأخيرة شاهدنا الحاج مصطفى أبو زهرة وهو يتحرك كعادته في معظم المواجهات مع سلطات الاحتلال، كالزنبرك للدفاع عن مقبرة اليوسفية الملاصقة لسور البلدة القديمة الشرقي وتحويلها إلى حديقة توراتية حيث تمكن بهمة المحامين مهند جبارة وحمزة قطينة من تجميد أعمال الحفر من قبل بلدية الاحتلال في المقبرة على طريق دحر وإفشال هذه المخططات الاحتلالية بحق ممتلكات وأوقاف القدس والمقدسيين .

ومن السهل ملاحظة “إدمان” عشق القدس ومقدساتها في تصرفات هذا الإنسان المزهر والمتشوق للفعل والإنجاز والعطاء لما فيه خير القدس وأهلها. ويندر أن لا تراه في أية فعالية تصب في الذود عن القدس وأهلها. تراه يتحرك بهمة ونشاط ويستمع إلى شكاوي الكثيرين بسعة صدر وعاملا مجدا بطول نفس وصبر شديدين لتحقيق الأهداف المرجو بلوغها   .

الحاج مصطفى أبو زهرة غدا منذ زمن بعيد   من معالم القدس ورموزها، له طريقته في العمل الهادئ والموقف المتزن البعيد عن الضجيج  والاستعراض والتظاهر الفارغ .

باقة ورد لهذا العامل من أجل القدس وأهلها وأمد الله في عمره واعطاه الصحة والقوة والعافية والطاقة اللازمة لمواصلة خدمة مدينته العربية الأبية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى