اتحاد مراكز الشباب من جديد

عصري فياض

بعد غياب لسنوات،عقد اتحاد مراكز الشباب الاجتماعية في محافظات الشمال إجتماعا له في مقره في رام الله، بحضور رئيس الاتحاد يوسف حرب ومحمد عليان مسؤول مراكز الشباب في دائرة شؤون اللاجئين وماهرة الجمل مدير عام الاندية في المجلس الاعلى للشباب والرياضة والهيئة العامة للإتحاد، وقد ناقش المجتمعون عدة قضايا تهم المراكز الشبابية في المخيمات الفلسطينية التسعة عشر في المحافظات ألشمالية، وقد خرج المجتمعون بعدة قرارات اهما التعجيل في توصيب أوضاع الهيئات الادارية في المراكز تمهيدا لاختيار هيئة جديدة للاتحاد،من خلال ضخ دماء جديدة تقود هذا الجسم لما هو خير للأجيال الشابة في المخيمات وتجمعات اللاجئين سواء كان ذلك في المجالات الرياضية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الوطنية وغيرها، كما حدد المجتمعون نهاية الشهر الجاري موعد لعقد ورشة عمل لأعضاء الاتحاد بغية مناقشة التحديات وسبل الخروج من المعوقات وبناء الية جديدة في قيادة المراكز بأفضل السبل،حتى تقدم المراكز الشبابية رسالتها  للبيئة الحاضنة وقواعدها الشبابية والمجتمع الفلسطيني بشكل عام.

إن هذا التحرك، الذي جاء في الوقت ألمناسب، والذي يؤشر للإعداد لمرحلة جديدة لا بد له أن  لا يغفل عن قضية هامة وحساسة هي مكونه الاول ومصيرة القائم  المنتظر،وهي قضية اللاجئين وحق العودة الثابت الوحيد الذي ينهي قضية اللجوء، وينجز أحد أهم الثوابت الفلسطينية لأكثر من ثمانية مليون لاجيء في الوطن السليب والشتات،فمراكز الشباب وقاعاتها وساحاتها ومبانيها التي تحضن مواكب الشهداء، وملتقى العزاء أو التهنئة بهم، وتحتضن الاسرى المحررين خصوصا ذوي الاحكام العالية من كل الاتجاهات والفصائل، وتحيي فيها الجوقات الكشفية المناسبات الوطنية وتعقد فيها الندوات السياسية والثقافية في سبيل التنمية الوطنية،وتعزيز مفهوم القضية الوطنية في ثقافة الأجيال وغيرها من النشاطات التي تعمل عليها أو تحتضنها تلك المراكز،لجديرة أن تضع في مقدمة أولوياتها القادمة ثابت حق العودة وتعمل لترسيخة وتقويته وتجذيرة في العقول والقلوب،خاصة بعد أن أدخلت مؤخرا مصطلحات تعبث على القلق والخوف من نية البعض اللعب على كسر ثبات هذا الثابت،مثل ” إيجاد حل متفق عليه لقضية اللاجئين ” أو عبارة ” لن نغرق بلادكم باللاجئين”، أو” من غير الممكن أو التصور عودة الملايين الثمانية كلهم الى فلسطين”،هذه العبارات التي صدرت وتصدر من سياسيين فلسطينين وكتاب، توحي بأن هناك من يحاول أن يكسر هذا الثابت تدريجيا سعيا وراء تسوية يغلق فيها ملف وطني كبير منع لغاية الان جسر الهوة بين مطالب الشعب الفلسطيني والمحتل في القضايا العالقة التي تمنع التوصل لتسويات تنهي القضية الفلسطينية بطريق التفاوض والسلام ،طبعا لقضايا أخرى يزداد فيها البعد بين الموقفين الفلسطيني والمحتل بسبب اتساع رقعة وعنصرية الطرف المحتل وتنكره لاي حق فلسطيني.

من هنا،يتوجب على اتحاد مراكز الشباب، كونه يضم نحو من تسعة عشر مؤسسة شبابية، تعبر عن الشباب الفلسطيني اللاجيء ان يضع في اعتباره الالتفات إلى هذه المسالة قبل أي مسألة أخرى، وأن يعمل بكل جهد وقوة في كمحاربة هذا التوجه الذي يمكن أن ينقص من حق العودة كثابت مقدس لا نبالغ إن قلنا انه هو الاقدس بين باقي الثوابت، وأن تكون هذه المؤسسات الصوت الصارخ في التمسك بثابت حق العودة كاملا متكاملا مهما كانت النتائج، وهذا طبعا روح هذه المراكز وعقيدة اعضائها وهيئاتها الادارية على الدوام كانت ولا زالت التمسك بهذا الحق، لكن محاولة البعض تمرير المواقف الجديدة يحتم على المؤسسات التابعة للاجئين ومنها مراكز الشباب أن تصدح بالحق وتقول كلمتها على قاعدة أن المخيمات ومؤسساتها ما هي إلا محطة انتظار لشعب هجر من ارضه ولن تنتهي هذه الحالة الا بالعودة الركن السادس من اركان الايمان بالحق والمظلومية في قضية فلسطين العادلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى