ليبقى الحال على ما هو عليه

بقلم: د. إلهام الدسوقي – خبير السلوك المهني

آخر الصيحات على صفحات التواصل الاجتماعي هي الحرب الدائرة بلا هوادة بين محبي الصيف ومحبي الشتاء.
تتبعت إحداها لمحب شتوي وهو يقسم بكل ما يؤمن به أنه يتمنى العيش في الثلاجة ولا يطيق درجة حرارة ٣٩ درجة وكم كنت أحب أن ألقنه درسا علميا عن درجة حرارة الثلاجة المنخفضة تحت الصفر بمراحل والتي لايعلم عنها إلا أنها تعطيه بطيخة مثلجة وكم هي مناسبة لتوقف الدم في العروق واحكى له عن حكايات المقيمين في القطبين وهم يلبسون عشرات الكيلو جرامات من الفراء، لايستطيعون معها الحركة، لحماية اجسادهم واغوص معه في بحر علم النفس ليعلم تأثير غياب الشمس والجو البارد ليل نهار على نشر روح الكآبة والفتور والاكتئاب وغيرها كثير من الأمور المرتبطة بالانخفاض الشديد في درجة الحرارة وغياب الشمس والظلام فترات طويلة.
وعلى الجانب الآخر وجدت مئات الملصقات لمحبي الصيف وفاكهته وشمسه الحارقة وسمار البشرة المحترق والبحر الملتهب المزدحم بالبشر والروائح المختلطة والآبخرة المنتشرة في الجو والرطوبة والاختناق ورائحة الشواء التي تكاد تتصاعد من السائرين تحت الشمس والأرض التي دخلت جهنم بلا سابق انذار والدعوات للخروج والاستمتاع بالطقس وكنت أود أن أرد بما هو مناسب عن أمراض صيفية تنتشر وهبوط واغماءات بسبب درجة الحرارة وكهرباء مهدرة في التكييف ودرجة حرارة تزداد يوما بعد يوم بسببها وأنواع من الحساسية مع احتراق الجلد الحاد وغيرها كثير من عيوب ارتفاع درجة الحرارة.
لم يعي مديرو الحرب أن الايام تتغير تباعا والصيف شديد الحرارة يتبعه خريف ذو نسمات هادئة وجو لطيف لكي نشعر بنعمة البرودة الخفيفة وننتظر الشتاء.
وأن الشتاء القارس يتبعه الربيع بنسيمه العليل لينسينا برودة الشتاء ويجهزنا لاستقبال الصيف.
حكمة بالغة ونعمة نحمد الله عليها فقد وهبنا التغيير في كل ما حولنا حتى نطيب نفسا ونتحمل الصيف والشتاء على أمل القادم أجمل وانتظار ما نحب.
كلها أيام نسعد بما فيها ونأمل أجملها وارقها ودمتم بسعادة….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى