ضلالة هداية.. إنكار السنة (٧)

رضا راشد | الأزهر الشريف

أسلفنا القول في ضلالة هداية (٦) أن من أهم المنطلقات التي ينطلق منها محمد هداية في فكره -إن كان له فكر أصلا- إنكاره السنة جملة وتفصيلا إنكارا تهاوى إليه هداية عبر مجموعة من الدركات والمنحدرات تمت على مدى سنين متواصلة.

ففي لقائه مع الدكتور عبد الله رشدى الذي خصص للتناقش نعه حول إنكاره المعراج (ترتيبا على إنكاره السنة) اعتمد هداية – في إنكاره المعراج – على عدم الاعتراف بالسنة؛ بزعم أنه لا يمكنه التصديق بحديث في مواجهة القرآن؛ بناء على ما يتوهمه من أن هناك تناقضا بين السنة (التي يسميها روايات) وبين الكتاب العزيز.. في هذا اللقاء وجه محمد هداية سؤالا استنكاريا للمذيع (هاني الدبياني) مشوبا بنبرة التهديد والإرهاب قائلا:
أنا مكلف بالأحاديث؟!
رُدَّ عَلَيَّ : أنا مكلف؟
أنا مكلف بالأحاديث؟!
من خلال إرهاب مارسه على المذيع مستغلا جهله بهذه الأمور، فلما رد عليه المذيع قائلا: على الأقل ده روايات متواترة أجابه محمد هداية بقوله: أنا مكلف بده، أي بهذا؛ يعنى القرآن.

وفي هذا الموقف يبدو ذكاء محمد هداية في استعماله أسلوب الإرهاب مع العوام وسيلة لتمرير أفكاره التي هي محل مناقشة، وكلها كذلك ..بدليل لو أن الأمر عرض على محك البحث العلمي والتحقيق لكانت الإجابة بكل ثبات وطمأنينة ويقين: نعم أنت مكلف بالحديث كما أنت مكلف بالقرآن سواء بسواء.

وفي لقاء آخر مع المذيع محمد لطفي (وهذا الشخص أنا أرتاب فيه جدا؛ لأنى شهدت له لقاءاتٍ عديدة مع محمد هداية من خلال سلاسلَ متنوعةٍ من البرامج عبر سنوات طويلة شهدت تحولاتٍ خطيرةً لمحمد هداية، كان ينتقل فيها من النقيض إلى النقيض، ومع ذلك ما توقف هذا المذيع يوما، ولو مع نفسه، بل في كل مرة كان يبدى من الإعجاب ما يأسر قلوب العوام، ويجعل لكلام هداية من السلطان عليها ما يفقدها تفكيرها وتثبتَهَا مما يقال لها ويلقى عليها)…أقول في لقاء أخير مع هذا المذيع (عبر النت) استشهد محمد هداية بحديث عائشة – رضي الله عنها – (أيضا في واحدة من تناقضاته) عن النبي – صلى الله عليه وسلم -: “كان خلقه القرآن”، فقال المذيع إذن كان النبي قرآنيا، فيجيبه محمد هداية بضحكة فيها من الاستهزاء والسخرية ما فيها: نعم كان قرآنيا وليس بخاريا!

وإنما يروم المذيع بذلك التمويه على المشاهدين بمذهب محمد هداية ترويجا له بأنه في هذا متبع للنبي – صلى الله عليه وسلم – .. وهذا المذهب قائم على إنكار السنة إنكارا مطلقا، بناء على شبهات متهافتة والاكتفاء بالقرآن..وهو ما اصطلح على تسمية من ينتهجون هذا بالقرآنيين.

وهي تسمية فيها من الخديعة ما فيه؛ لأنه مصطلح يوهم بتمسك المنكرين للسنة بالقرآن مما يجعل لهم قبولا عند العوام .

إذن فمحمد هداية – بما آل إليه أمره بأخره – قرآني قولا واحدا لا ريب فيه.. وهو نفسه قد اعترف بذلك حينما سئل في إحدى اللقاءات: من أنت؟
فقال: أنا قرآني أفهم القرآن من خلال الكلمة القرآنية لا الكلمة العربية (وهذا أمر سنتوقف معه فيه عما قليل).

هذا مع أنه في حلقة قديمة من حلقات سلسلة هل يختلفان (الحلقة الأولى الجزء الثالث الدقيقة الثامنة عشرة..١٨/٣/١) سأله المذيع (محمد لطفي!!)- وقد بدت عليه علامات إنكار السنة خافتة؛ بتجاهلها والاعتماد على القرآن مصدرا وحيدا- :
هل أنت قرآني؟!
فأجاب محمد هداية بالنفي قائلا: أنا لسة قايل لك حديث في الصحيح (حديث: وخلقت الملائكة من نور) ثم قال: من قال ذلك عنده خبل في الفكر؛ لأنا نقول: هل يختلفان..ثم قال: ولو كنت قرآنيا لما استدللت بأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ” وخلقت الملائكة من نور” ثم إنهم -أي من كانوا يتهمونه منذ ثماني سنوات بأنه قرآني – يرونني أصلي والقرآنيون لا يصلون قولا واحدا – هكذا قال محمد هداية – ثم واصل: المتكلم بهذا عنده خبل في فكره
فلما سأله المذيع؟
ما معنى قرآني؟!
أجاب: القرآنيون أناس – والعياذ بالله – رفضوا الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأنكروا السنة؛ هم لم يرفضوا الحديث ابتداء، بل رفضوا الرسول.. ثم وافق المذيع على أن القرآني بهذا المعنى لا يحق له أن ينسب إلى القرآن، وأنه كان يجب أن ينسب إلى الضلال فيقال إنه: ضلالي لا مسلم”

هذا كلام محمد هداية منذ ثماني سنوات قبل أن يستفحل خطره، وهو كلام مهم؛ لأنه يحكم به على نفسه.. والعجيب أنه اتهم من كان تشكك فيه بأن عنده خبلا في الفكر. واستدار الزمان وظهر أن هذا الذي كان عنده خبل في الفكر هو الألمعي الذي صدقت في محمد هداية فراسته، فإذا به بعد أقل من خمس سنوات (سنة ٢٠١٨) يستعلن بما حاول من قبل إخفاءه وسب من تنبهوا له في بدايته.

والعجيب -كما قلت- أن هذا المذيع الذي سمع هذا من محمد هداية في وقته قد شايعه على ضلاله بإنكار السنة ورفض الرسول كما حكم بذلك محمد هداية من قبل (وفق ما سبق نقله) دون أن يستشعر منه حرجا أو توقفا أمام هذا التناقض الفج في فكر هداية بين ما كان يوهم الإيمان به من قبل وما أصبح يكفر به كفرا صريحا من بعد.. ولله الأمر من قبل ومن بعد ..والعرض مستمر
يتبع

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نرجو تزويدنا برابط لهذه الحلقة
    (الحلقة الأولى الجزء الثالث الدقيقة الثامنة عشرة..١٨/٣/١ )
    وباقي الروابط المشار إليها لهذا الراجل المذكورة في المقال

    حاولت البحث عنها في اليوتيوب ولم استطع الوصول إليها

    مع خالص الشكر

    safwata39@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى