وافرحوا بأيام الله المجيدة

عبد العزيز آل زايد | السعودية
اعترض على حديثنا أحد الأخوة الأماجد، ونعلم أن باعثه الانتصار للحق، وأن الغيرة على الحق ما حمله، حيث انتقد مقالتنا التي نقول فيها: “المضحك المبكي أن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، عند بعض الطوائف الإسلامية بدعة”، ونقول: (فلماذا لا نشيع الابتسام وننشر السرور في ميلاد خير الأنام؟، هل حقًا أنّ الفرح بيوم ولادة خير البشرية بدعة؟!)
خلاص قول الأخ الكريم: “ليس الفرح بمولده المبارك صلى الله عليه وعلى آله وسلم قربه لله وله”، فالنضع جملة من التساؤلات المشروعة، وهي: هل الفرح بانتصار الإسلام على الكفر من القربات أم لا؟ .. هل الفرح بما صاحب مولده النبي الكريم من رجم الشياطين بالنجوم، وانكباب الأصنام على وجوهها، وارتجاج إيوان كسرى حتى سقطت منه ١٤ شرفة، واغاضة بحيرة ساوة وفيضان وادي السماوة، وانخماد نيران فارس وسواها، من العلامات والآيات من القربات أم لا؟
 هل فرح المسلم بأيام الله السعيدة وانتصارات الدين المجيد، في قوله: (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّه)، كيوم النصر في معركة بدر الكبرى والنصر الأكبر في فتح مكة، هل هذا من القربات والأمور الممدوحة أم المذمومة؟ … هل المحبة للنبي المصطفى من القربات، أم من الموبقات؟، هل ذكرى ولادته يوم نصر وفتح وكرامة وفخار؟، أم يوم ذل وبكت وخسارة واندحار؟، يتصلد البعض على مواقف أشخاص لم يكرمهم الله بالعصمة، ويتمسكون باجتهادات أناس يرد على ألسنتهم الخطأ، فلماذا لا نعيد مدارسة أقوالهم؟، فكم من قول متبع جانب طريق الصواب؟
 المعاين والمشاهد لبلدان الشعوب الإسلامية، يراهم يحتفلون بذكر المولد الشريف؟، فهل خسر الجمع وجانبوا الهدى؟، إن كثير من عقلاء المسلمين يفرحون بكل مناسبة انتصر فيها الإسلام، فهل في هذا الفرح معصية؟
يواصل أخي الأمجد الفاضل طريق نصحه فيقول: “اِعلم رحمك الله أن الشفاعة تُطلب من الله عز وجل لقوله تعالى : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }”، السؤال: وهل أذن الله لنبيه بالشفاعة أم هو من المحرومين منها؟، من الثابت أن للنبي شفاعة، وأن الله عز وجل قد وهبه إياها كما وهبه المقام المحمود، فهل الطلب من النبي بما عنده عبادة وضلال؟، وقد ورد في الأحاديث أن للنبي شفاعة، منها قوله: (من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته؛ حلت له شفاعتي يوم القيامة)، ونتساءل: أليست الشفاعة حق؟، ومن المهم أن نذعن بها، فكيف تكون حقًا، ثم لا تطلب من أهلها؟، والله قد أحلها لأقوام برضاه لهم فيها..
فلنتساءل بسؤال بريء: هل يجوز السجود لبشر خلقه الله من طين؟، الجواب: كلا وألف كلا، وسنقول: لماذا سجد الملائكة كلهم لآدم وكان سجودهم له طاعة وقربى؟، الجواب: لأنّ الله هو من أذن بذلك، والآيات والروايات تصرح أن الله أذن للنبي بالشفاعة وأحلها له، ولا ريب أن الاستشفاع أقل خطرًا من السجود لبشر خلقه الله من طين، لهذا نقول فأمنوا: “آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته”، ونختم بقول ما قاله صاحب البردة الإمام البوصيري:
هو الحبيب الذي ترجى شفاعـته
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــمِ
دعا إلى الله فالمستمسكون بــه
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــمِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى