كيف يكتسب الجسم مناعة جيدة ضد عدوى فيروس كوفيد 19؟ وإلى متى؟ 

د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية

أحوال المناعة ضد مرض كوفيد 19

مع مرور الوقت، قد تتلاشي مناعة الجسم؛ اذا كانت مناعة “طبيعية” مكتسبة عن طريق الاصابة المسبقة بفيروس كوفيد -19، أو المناعة المكتسبة عن طريق التطعيم ضد العدوى.  بينما يمكن فى بعض الأحوال أن يؤدي الجمع بين الإصابة المسبقة والتطعيم إلى توفير مناعة “فائقة”.

 السؤال الدارج لدى من سبق إصابتة بفيروس كورونا  وتم شفائه ، لماذا يحتاج إلى التطعيم؟  ألا يمكن أن يكون الجسم محميًا بشكل طبيعى من الفيروس!  عدا

 بعض الطفرات ، والتي تقل فاعلية اللقاحات لها على أي حال؟

لا يزال فيروس كورونا المستجد فريد من نوعه،  ولا توجد إجابات مطلقة حتى الآن.  حيث أن كثيرًا من خصائص هذا الميكروب وحقائقه العلمية لازالت قيد الدراسة، ولم  تنتهى بعد.

ما تم ملاحظته بدون شك أن هذه العدوى تؤثر على كل شخص بشكل مختلف وفريد. فقد يعتقد البعض أنهم تعافوا تمامًا عندما تختفى الأعراض، وربما لا يكون ذلك صحيح دائما. وقد يعاني البعض من أعراض لفترة طويلة.  لذا لا توجد  نتيجة قياسية للإصابة بالمرض؛ ولا توجد درجة معيارية موحده للمناعة المكتسبة تجاه العدوى، أو  تجاه ما قد أُستجد من متحورات فيروسية لاحقة.

وتعتمد قوة المناعة المكتسبة على عدة عوامل قد يكون لها علاقة بخصوصية جهاز المناعة للشخص نفسه، ونوعية الطفرة ، والحمل الفيروسي للعدوى الأولية. ويبدو واضحً أن بعض أجهزة المناعة تتعامل مع العدوى بشكل سريع.  بينما تفشل اجهزة المناعة فى البعض الآخر بشكل عجيب، وخصوصًا لدى اصحاب الأمراض المزمنة والأمراض المناعية.

 وغير معروف بالضبط إلى متى “ستستمر” المناعة التي تمنحها الإصابة بفيروس كوفيد -19، لكن تشير الأدلة إلى أن المناعة تتلاشى بمرور الوقت. ونفس الكلام ينطبق على المناعة المكتسبة من اللقاحات.  وتعمل معظم اللقاحات على تدريب الجهاز المناعي على الإستجابة لبعض خصائص الفيروس المرضية، وليست جميعها. لكنه حتى الآن، فإن بشائر الإنخفاض النسبى فى عدد الضحايا المثبتة عالميًا توضح أن استراتيجية التطعيم العالمى فعالة للغاية ، مما يقلل من الحاجة إلى دخول المستشفيات نتيجة للمرض الشديد، والدخول الى النقاط الحرجة.

 ربما إختيار التوقيت المناسب لتلقى اللقاح قد يحقق أقوى مناعة ضد معظم الطفرات.  وحتى هذه اللحظة فإن الإتفاق على أن الفاصل الزمني لتلاشي المناعة يقدر بحوالي 6 أشهر ما بعد الاصابة الاولية بالفيروس، أو ما تلقى الجرعة الأولى للتطعيم، حتى يمكن القلق من الدخول فى دورة عدوى فيروسية جديدة.

وتتوافق الآراء العلمية على أن الذين نجوا من بعد الإصابة بالعدوى- وتم تطعيمهم في فترة زمنية مناسبة بعدها، قد يتمتعون بمناعة “فائقة” وقوية جدًا وطويلة الأمد بشكل نسبى.  ومؤكد أن اجتماع العدوى والتطعيم معاً يمنحان درجة معينة من المناعة ضد الطفرات المعروفة حاليًا.  حيث من المفترض انه تم تدريب جهاز المناعة بشكل جيد، سواء لمنع المرض الشديد أو حدوث الوفاة.

ربما يظل التحدى قائم لمكافحة الوباء في العديد من مناطق كثيرة فى العالم ، وخاصة تلك التي لم يحدث فيها التطعيم ضد كورونا بشكل كبير ، حيث تعطى فرصة كبيرة لتحور فيروس SARS-CoV-2 داخل اجسام المصابين، مما يؤدى الى ظهور طفرات جديدة من وقت الى آخر،  قد لا يجدى معها أى مناعة سابقة، بغض النظر عن كيفية اكتسابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى