النظرة الأحادية و العقيدة الإنعزالية

د. طارق محمد حامد | أكاديمي مصري


مما لا شك فيه أننا نحيا في عالم ليس مسطحا و لا مستويا و لكن في عالم ثلاثي الأبعاد فضلا عن البعد الرابع تبعا للنظرية النسبية التي أثبتها أينشتاين
لذلك النظرة الأحادية للأشياء مستحيلة لأن ما أراه من وجهة نظري يختلف عما يراه غيري وهذا ينطبق على الأجرام و الأفكار سواء بسواء .
لذلك كان الإمام الشافعي – رحمه الله تعالى – يقول: رأيي صواب يحتمل الخطأ و رأي غيري خطأ يحتمل الصواب وهذا يعطي سعة في تداول وجهات النظر والوصول إلى أفضلها من الناحية التطبيقية وإلا أدت الاستمرارية في احتكار وجهة النظر الأحادية إلى العقم في الأفكار ولبارت بضاعة الاختراعات والابتكارات ولكسد سوقها وتوقفت العقول عن التفكير وراجت أسواق التخلف الحضاري وتوجهت بنا النظرة الأحادية والفكر الأحادي إلي سلوك طريق العقيدة الإنعزالية والتقوقع على الذات وهذا ينسحب علي الأفراد والتجمعات البشرية و الأمم كذلك.
ولولا قيام الحياة علي التنوع لانقرض الجنس البشري منذ القدم و لما كانت ثمة حضارة حتي الآن ولما قامت الأفكار والمعتقدات ولما أنزلت الرسالات السماوية ولم تعد قيمة العقل و التفكير ذات معني في خلقها و وجودها من قبل الله – عز و جل – ولم يعد العقل مناط التكليف و التفكير وإنما المعتقد الواحد والفكرة الواحدة والنظرة الأحادية و لكن ينفي هذا كله قيام الحياة علي التدافع والتنوع والاختلاف وهذه مفردات التكامل الحضارى ولاشيء بعد ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى