مسكينة يا سيارة الحكومة !!

ناصر أبزعون

–  عاديٌ جدا أن تشاهد (كلبا) يطل برأسه من نافذة السيارة في أي دولة في العالم؛ لكن شرّ البلية ما يضحك وهو أن تشاهد (خروفا) يجثو على ركبتيه في المقعد الخلفي من سيارة حكومية، ويقول لك : (ماء، ماء، ماء،) ؛ شاهدت ذلك قبيل عيد الأضحى الفائت عندما ذهبت بصحبة أحد أصدقائي المغاربة إلى أحد الأسواق الشهيرة لشراء (الأضحية)!!

– في شارع (السوق)، ومساء يوم الخميس تقطع قلبي حزنا عندما أَغَرقَتْ دموعُ (سيارات الحكومة) أسفلت الشارع، وهي محشوُّة بـ(الزوجات والأولاد والأغراض)، شاهدتُها واقفةً في عرض الشارع تلطم خدودها، وتندب حظَّها العاثر الذي أوقعها في هذا الصنف من الموظفين الذين لا يرحمونها حتى في أيام الإجازات الرسمية.

–  على الشاطئ غاصت عجلات سيارة الدفع الرباعي (الحكومية) في الوحل، والطين وظل السائق يحاول، ويضغط على المحرك، وزوجته بجانبه، وأطفاله يمرحون في المقاعد الخلفية يستمتعون بـ(المغامرة)؛ ولما فشل في إخراجها من الوحل استعان في قطرها بسيارة أخرى، ولكن الغريب أن (زوجته) رفضت النزول حتى لا تتلطخ رجليها بالطين!! بعد أن تلطخت (سمعة السيارة) في الوحل.

–  في يوم (الجمعة) كانت سيارة الحكومة بصحبة سائقها للصلاة، فلمّا انتهينا قصدنا محطة البترول، وبالمصادفة كانت قد سبقتنا السيارة نفسها بشحمها ولحمها، ولوحتها المعدنية الحكومية، ثم توقفت أمامنا لتعبئة الوقود، ثم انطلقت؛ ولكن السائق عاد مرة أخرى ليطلب من عامل المحطة (فاتورة بقيمة التعبئة) !! فسألني صديقي؛ كيف ستدخل هذه الفاتورة في حسابات الحكومة، واليوم يوم عطلة ؟ فقلت: لعله في مهمة رسمية !!

–  في أرض المعارض كانت سيارة الحكومة تتبختر في أبهى زينتها ظننتها تقلّ سائحين ولكن للمرة الألف خاب ظني عندما، وقعت عيني على مديرة المنزل الفلبينية، وهي تشحن الأغراض، والمشتريات في حقيبة السيارة!!

–  لماذا لا نحب صعود الجبال، والوصول إلى القمم، ونعلو على سفاسف الأمور، فقمة الوطنية أن تحافظ على المال العام لأنه ملك لك، ولبلدك، وقمة الحب أن تعشق وطنك، وقمة العفو أن تسامح من ظلمك، وقمة الوفاء أن تُؤثِر بلدك على مصلحتك، وقمة السماحة أن تصل من قطعك، وقمة الإحسان أن تحسن لمن أساء لك، وقمة الرضا أن تنسى ثأرك، وقمة القمم أن يكون كل ذلك لوجه الله !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى