تنتظرُ كلَّ شيءْ إلاّ الموتْ

جميلة شحادة | فلسطين المحتلة

أحرقُ الوقتَ بالوقتْ،

كعجوزٍ في الثمانين منْ عمرِها

تجلسُ في شرفةِ بيتِها في الطابقِ العاشر.

تذكرُ ماضيها السحيقْ

ولا تذكرُ شيئاً منْ حاضرِها.

تنتظرُ شيئاً؛ تنتظرُ أَمراً؛ تنتظرُ قادماً

تنتظرُ كلَّ شيءْ… الاّ الموتْ

***

أحرق فصلَ الربيعِ بالنومْ

منذُ تجرأَ الشتاءُ عليْهِ

واقتنصَ منهُ حرارةَ شبابِهِ

وخلعَ عليهِ ثوباً… أسودَ اللونْ.

متى ينزعُهُ؟ بعْدَ عشْرِ سنواتْ؟!

أو بعدَ عشرين؟! أو لمْ يُحَدَّدْ بعدُ اليومْ؟

***

أحرقُ الليلَ بالنهارْ

وانتظرُ أنْ تستيقظَ العصافيرُ منْ نومِها

لأخلدَ إلى ماكيناتٍ أكرهُ تشغيلَها.

أَتركُها، وأهربُ مع أولِّ فرصةٍ، إلى الغابِ

أختبئُ منْ قَفْرِ المُدنْ

وأتبعُ طريقَ الموسيقا، وأعدِّدُ نِعَمَ الخالقِ في حُسنِ ما خلقْ

وقبلَ هجومِ المساءِ، أعودُ لأحرقَ الوقتْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى