أشكوك أم أشتكي حزني إلى نفسي…

د.جمال مرسي-شاعر مصري

…..
أشكوك أم أشتكي حزني إلى نفسي
أَم أَجــرَعُ الـصبرَ و الحرمان في كأسي ؟
.
و هل أقدم منك اليوم مظلمتي
يا مَـوتُ ، مَا لم تُعِـدْ بَعدَ الأَسَى أُنـسِـي ؟
.
أَم أستكين لدمع العين محتسباً
أَدعو عليك بموتٍ صارمِ البأسِ
.
ماذا تريد رحى كفيك من دمنا
كَي تَطحَنَ الصَّحبَ بَينَ الضِّرسِ والضِّرسِ ؟
.
أما روتْكَ دماءُ كنت تسفكها
طول الزمان ، ألم تشبع من الإنس ؟
.
فجئت تنهش لحمَ البدر في نهمٍ
و تَغرِز النَّابَ .. نابَ الداءِ .. فِـي الشَّمـسِ
.
ما زلت تفجعني فيمن أحبهمُ
حتى خلا من أخلاءِ الصِّبا طِرسي
.
ماذا تريد بنا ، دعنا ، فقد نضبت
بحور أدمعنا من شدةِ اليأسِ
.
أستغفر اللهَ قد أدمى الأسى لغتي
و حرك الحزن .. يا ابن العم .. لي حِسي
.
ليس اعتراضاً على أقدار من خضعتْ
لَهُ الـجَـبَـابِـرُ مـن عُربٍ و من فُـرسِ
.
لَــكِـــنَّـــهُ الــفَـــقـــدُ للأحبابِ أرَّقني
و وَقْــعُ آثَــارِهِ كالجمر فِـــي نَـفـسِـي
.
بِــالأَمــسِ كُــنـــتَ أيا ابن العمِّ تؤنسنا
و اليومَ نحيا على ذكراكَ بالأمسِ
.
بالأمس قد غرَسَتْ يمناكَ بذرتها
و اليومَ نحصد ما خلَّفت من غرسِ
.
لسانكَ الرطب بالأذكارِ أذكرهُ
ما كان ينطق عن فحشٍ و عن نقسِ
.
و بين جنبيكَ كانت نفُس ملتزمٍ
تحيا منزهةً في روضة القدسِ
.
تحت الجوانح قلبٌ عاشقٌ أبداً
للخير ، مُدت به كفٌّ بلا بخسِ
.
كُـــنـــتَ الــقَــوِيَّ على داءٍ تَنُوءُ بهِ
شُمُّ الجِبالِ فلم تركنْ إلى اليأسِ
.

فكيف غالك هذا الداءٌ في سِــنـــةٍ
و كيفَ مُدَّتْ يداهُ السٌّودُ فِـــي خَـلْــسِ
.
أستغفر الله كم أخشى على ثقتي
من السقوط و كم أخشى من المسِّ
.
فلا أصدق أن البدر مكتكلاً
وَارَاهُ في كفنٍ عنا ثرى رمسِ
.
يا ربُّ فارحمْ ” هشامَ الجودِ ” و ابنِ لهً
بيتاً بجنةٍ رضوانٍ و فِردَوسِ

….

رثاء ابن العم هشام نصر مرسي الذي وافته المنية عصر أمس الخميس الموافق 7/5/2020م . 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى