ماذا أقول فيك يا فاروق القصيدة

محمد علوش| فلسطين

( إلى الصديق والمعلم الراحل الشاعر فاروق مواسي )

ماذا أقول فيك يا فاروق القصيدة

ماذا أقول فيك أبا السيّد

وأنت حارس اللغة وسيّد القوافي

في رثائك تتحجر الكلمات

تنطفئ الشموع

وتضيع الدروب في جهالة الجهات

 يا حكمة النص التي تكشف صمت روحي

وتطلق وجداني الحزين .

***

 

يا شمساً ظلالها سطور القصائد

وحروفها نبراسٌ لارتجال المعاني

وكم كنت تعاني في وحدة الحروف

وكم في غيباك يا صاحبي سنعاني ؟؟

***

 

كنت العاشق المتوهج

الحالم المتألق

تسرج نجومك في هديل المساء

أيقونة ً للسفر البعيد

مبحراً في فضاء الجمال

نحو معناك المستحيل .

***

 

أيها المتجذر كالسنديان

الراسخ في جذع هويتك

تبحث عن خلاص

عن حرية متوهجة بالنشيد

لماذا تعجلت بالرحيل ؟

لماذا تركت نجومنا وحيدة ؟

لماذا لم تكتمل في سربيتك الوثابة بنداءات العاشقين ؟

***

 

ورحت يا صديقي بلا وداعٍ وبلا قبلةٍ على الجبين

رحلت مسرعاً إلى ملاذك الأخير

تحمل بين يديك البلاد

تحمل كل الذكريات

تحمل أوراق العمر وشهادات الخلود

أيها الأبديُّ فينا

أيها النجم الساهر في سماءٍ لا تغيب

كن حارساً لأحلام فتوتنا

لأحلام البيدر

للقمح العاشق في لغة الأرض

يا شاعر هذي الأرض

ويا حاديها المتألق في كل سماء

كتبت لنا أجمل القصائد

جعلت للفقراء خبز العصيان

وجعلت لنا أشواقاً نحملها في كل مكان .

***

 

رحلت يا حبيبي

ولا مواعيد أنثرها لأسراب الحمام

وما من يمام

فالقيود هي القيود

والحصار هو الحصار

والجدار هو الجدار

يفصل بيننا مفخخاً بالجريمة والجنود المتأهبين للقتل

يا حبيبي

رحلت والحدود موصدةٌ بالموت والهراوات

رحلت يا فارس العربية الفصحى

وتركت خلفك السجال

وتركتنا ناطقين باسمك حتى ينبلج الفجر

عيداً للفقراء والمعذبين

والشمس بين يديك تضيء الحقيقة

” لم أطعتَ عسس الموت ؟
وقد أرضعتَ أشجارنا خمرة العصيان “

مضفوراً بجنون الموت

وقلبك البيلسان يهتف بأناشيد الحرية

وقلبك المعمور بالحب

يلوح للمتعبين

سلاماً لضحايا الحروب

وسلاما لاغتراب الدروب .

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى