سوزان.. قصة قصيرة


بقلم/ د . نجاة صادق الجشعمى

مابين الكذب والصدق

يسقط الشهداء

هل

الدفاع عن الوطن

كرامة أم غباء؟

سوزان عمرها 17 سنة تعيش مع والدها وزوجة أبيها . تعاني من الحرمان والحنان تجلس في الشرفة المطلة على ساحة التحرير وتسمع أصوات الباعة المتجولين وأصحاب المحلات لقد اعتادت على تلك الحال في كل الأيام لكن اليوم أعلن الناطق العسكري بياناً هاماً والكل يترقب بخوف وصمت وارتجاف الحناجر لقد دخل الأوغاد البلاد والقصف بالقاذفات من كل حداًوصوب  من البلاد وطائرات الأعداء تحلق في سماء البلاد والمذيع يعلن الانتصار ويقول إن الخنازير لم يحتلوا إلا موطئ قدم من البلاد والمعارك لازالت مستمرة والنصر قادم بلا محال. قامت سوزان من الكرسي وأغلقت النافذة حتى لا تستمع لصوت المذيع المنافق والشارع خاومن والشرطة والمارة أولئك الباعة المتجولين واختفى صوت تلك المغنية الصلعاء التي أخرستها أصوات الطائرات وبعثت رسالة على الهواء أمي .. أمي تعالي خذيني الوطن أصبح معبأ بجثث الشهداء. والجيش والمذيع يمضغون الهزيمة المرة ويتشدقون بالانتصار المزيف خرجت سوزان وبيدها صحيفة الغدر وكلمات الكبرياء الخادعة تغني وتهتف ..تعالي أمي خذيني لنرقص ونغني مع الشهداء تعالي وأنقذي الفقراء فسقطت سوزان وهي ترقص في الشارع بقذيفة الغدر من طائرة الأعداء لتسقط على أسفلت العز والكبرياء.

تمت …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى